مسلسلات سوريّة اجتماعية جديدة.. ترحيب ببشائر الزمن الدرامي الجميل
بعد غياب ذلك النوع الدرامي لسنوات.. هل نشاهد مسلسلاً جديداً بقوة الفصول الأربعة؟
رغم ميل بعض الأعمال السورية للتركيز على النقاط الداكنة في الشارع السوري، إلا أن الترحيب كان واضحاً بعودة المسلسلات الاجتماعية السورية إلى الواجهة من جديد. لدرجة أنها سحبت البساط تقريباً من تحت مسلسلات البيئة الشامية خلال الموسم الحالي حتى قبل العرض.
سناك سوري _ دمشق
حيث عانت الدراما السورية كباقي القطاعات في البلاد من آثار الأزمة التي امتدت إلى السنوات. وشهدت الساحة الفنية هجرة العشرات من القائمين والمشاركين بتلك الصناعة.
وتم الاهتمام بالجانب التجاري لذلك المجال، بعيداً عن أهدافه الأساسية بتحقيق الفائدة والمتعة معاً. وراحت الأعمال الاجتماعية السورية بسباتها، وطغت البيئة الشامية والمشتركة وغيرها على الواجهة.
ففي حين كان السوري ينفض عن نفسه غبار حرب النار، ويحاول التعامل مع حرب أشرس تلتها تلك التي أصابت لقمة عيشه. كانت الدراما منفذه الوحيد علّه يجد بها فكرة تعبر عن مصابه وحاله، إلا أنه كان الخيار المستبعد عن أذهان الجهات المنتجة بتلك المرحلة.
وفي حين شهدت الأعوام القليلة الفائتة، عودة الدراما الاجتماعية للواجهة من جديد، تلقفها المتابع بشغف. ووجد بها ذاكرة أيام الزمن الجميل كما يصفه غالبية السوريين.
كما حصل عام 2022 حين تم عرض مسلسل “على قيد الحب” للكاتب “فادي قوشقجي” والمخرج “باسل السلكا”. والذي روى حكايا عائلات سوريّة وظروفهم الحياتية بحلاوتها ومراراتها.
منغمساً بتكريس فكرة الحياة الاجتماعية مابين عائلتي الراحل” أسامة الروماني” والفنان “دريد لحام”. وتفاعل الجمهور مع المسلسل الذين وجدوا به رائحة الماضي الدرامي السوري.
أيضاً العديد من الأعمال في ذات العام مثل “كسر عضم” لـ”رشا شربتجي” والكاتب “علي معين صالح”. و”مع وقف التنفيذ” بتوقيع “سيف سبيعي” والمؤلفين “يامن الحجلي وعلي وجيه”. كأعمال اجتماعية إلا أن فحواها لم يتجاوز سوى أفكار الفساد والطمع والحقد ضمن حياة القاطنين في العاصمة “دمشق”.
الدراما الاجتماعية تعود في رمضان 2024
تشهد صفحات السوشيل ميديا ازدحاماً جراء البدء بترويج المسلسلات المشاركة بالسباق الرمضاني 2024. وتم الإعلان عن أربعة أعمال من البيئة الشامية.
التي انتشرت كالنار بالهشيم خلال السنوات الفائتة، نظراً لإقبال شركات الإنتاج عليها كونها “بيّاعة”. مستغلين محبة المشاهدين العرب للفنانين السوريين وتاريخهم القديم، ما ضمنَ لهم ترويجها على أهم المحطات الفضائية.
إلا أن الكفة مالت حسب ماكشف عنها الجمهور بتعليقاتهم لمتابعة الأعمال الاجتماعية التي تم الكشف عن ملامحها الأولى. مثل “أغمض عينيك”، “مال القبان”، “الصديقات” وغيرهم.
في إشارة لمحبة المتابع لرؤية واقعه ممثلاً أمام عينيه، علّهم يفلحون في التأثير وإحداث نوعاً من التغيير في حياتهم. ورغم أن الحل ليس من مهام الدراما، وتتجلى بنقل الواقع إلا أن الغريق يتمسك بأي وسيلة لانتشاله من الموت.
المسلسلات السورية الاجتماعية.. سنوات طويلة على العرض وبصمة حاضرة
عاشت الدراما السورية خلال التسعينات و مطلع الألفينات فترة ذهبية من ناحية الأفكار التي عرضتها. والشعبية التي رافقتها إلى يومنا هذا، وتم تقديمها بقوالب عدة كوميدية أو درامية إلا أن الهدف الواضح هو المواطن السوري بمختلف طبقاته والفئات العمرية.
فالطفل قبل الكهل كان يرى فيها متنفساً له، وتمكنت من إيصال آلاف الرسائل دون مبالغة بظهور أو بمشاهد العنف والدم. ولايزال أكثرها شعبية “الفصول الأربعة” الذي رأى به الآلاف معبّراً عنهم، وبقي محافظاً على رونقه وكأنه العرض الأول في كل مرة.
ومن الأعمال الاجتماعية الأخرى نذكر “غزلان في غابة الذئاب”، “تخت شرقي”، “زمن العار“، “قلم حمرة”، “تعب المشوار”، “ليس سراباً”، “أيامنا الحلوة” “الانتظار” والعشرات غيرهم. تم من خلالها الحديث عن الكثير من المواضيع حول المرأة، التعايش الديني بالبلاد، الفقر وآثاره، أحلام الشباب وهمومهم.
وعلى أمل عودة ما ينعش ذاكرة المشاهد للدراما.. ماهي أكثر الأعمال التي لا تملون من متابعتها إلى الآن؟