أخر الأخبارفنلقاء

مسرحية كاستينغ وصلت إلى تونس.. الحرب أرشيف كبير للمسارح

المسرحي سامر اسماعيل: نسافر على حسابنا ولا نتلقّى أي دعم من وزارة الثقافة

لا يزال المسرحي “سامر محمد اسماعيل” يحتفي بأصداء عرض مسرحية “كاستينغ _ تجربة أداء” من تأليفه وإخراجه. وإنتاج المسرح القومي السوري، ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي في دورته 57 بتونس.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

“تجربة أداء” خرج بها “اسماعيل” عن النمط المألوف بالعروض المسرحية، كاشفاً آثار الحرب السورية على الإنسان. مبتكراً أسلوباً مختلفاً بعرض آثارها النفسية من خلال سلوكيات أبطالها.

وفي حديث “اسماعيل” مع سناك سوري، قال أن التوقعات حول أصداء ذلك العرض، كانت ضمن سياق العمل على تطوير صيغة مسرحية. يتجاور فيها الرسم والمسرح والإخراج السينمائي. إنما وفق الشرط الفني للعرض المسرحي. الذي راعاه مع فريق العمل عند التحضيرات. واصفاً الأمر بالمغامرة الفنية من نوع مختلف.

مسرحية تجربة أداء
خلال عرض تجربة أداء _ سامر اسماعيل _ فيسبوك

الحرب أرشيف ضخم

وعن تبعات الحرب السورية التي بدت واضحة في تكوين شخصيات “تجربة أداء”، يعتبر “اسماعيل” أن الحروب. كانت ولاتزال أرشيف كبير لكل مسارح العالم، «لا يمكن أن ننسى ما قدمه “صموئيل بيكيت”، و”يوجين يونيسكو”. و”أداموف”، وحتى المسرحيين الذين أتوا مثل بريخت وسواه، بعد الحرب العالمية الثانية و ما جرته من ويلات على الإنسانية».

«طبعا الأزمة في سوريا دفعتني لمقاربة اللحظة السورية لكن من زاوية مختلفة بعيدة عن المباشرة الفنية». يتابع “اسماعيل” فيما يتعلق بعلاقة الحرب السورية بمسرحية “كاستينغ” ويوضح ابتعاده عن التفاصيل الدقيقة للمشهد اليومي المعاش. وذلك عبر معالجات فنية.

والتي حاول خلالها أن تكون درامية ومشوقة بعيدة عن الحس البوليسي، وتحمل بذات الوقت مادة درامية ذات إيقاع لاهث. والسعي لعرضها على مستويات عديدة، ليتم تقديم عرض مختلف المستويات من «حيث التلقي وأداء الممثل وفلسفة الإخراج والكتابة للخشبة» على حد قوله.

 الحروب كانت ولاتزال أرشيف كبير لكل مسارح العالم المسرحي سامر محمد اسماعيل

الشخصيات الواقعية ليست شخصيات فنية

أطل الفنان “عامر العلي” خلال مسرحية “تجربة أداء” بدور المخرج السينمائي “جهاد” الباحث عن بطلة لفيلمه الجديد. وحول ما إذا كان “اسماعيل” قد صادف شبيه تلك الشخصية على أرض الواقع. قال لسناك سوري أنه من الجائز أن نصادف شخصيات الفيلم أو المسرحية بالحقيقة. ولكنها لا تحمل سمات الشخصية الفنية.

ولذلك يتم العمل لإيجاد حلول مبتكرة وتقديمها ضمن سياق يتمكن المتلقي من خلال متابعته بشكل مختلف عما كان عليه. فالواقع الموضوعي ليس ذاته الواقع الفني. الذي يحتاج إلى كاتب قادر لتحويل المفردات لمادة فنية.

خلال عرض تجربة أداء _ سامر اسماعيل _ فيسبوك

الجمهور التونسي ذواق

لا يمكن اعتبار أن حضور “اسماعيل” في “تونس” هو الأول من نوعه، فقد سبق “تجربة أداء” هذا العام، عرض مسرحية “تصحيح ألوان”. في 2018، من تأليفه وإخراجه وبطولة “يوسف مقبل وميريانا معلولي”.

إضافةً إلى حضور خاص بصوت القدير “أيمن زيدان”. وحازوا حينها جائزتي “أفضل نص” و”أفضل تمثيل”. خلال مهرجان قرطاج المسرحي. وقبله بـ5 أعوام تم عرض “ليلي داخلي” التي قام ببطولتها “روبين عيسى وبسام بدر”.

ووصف “اسماعيل” الجمهور التونسي بالذواق والمثقف، القادر على استيعاب كل الأشكال الفنية والمقترحات المتاحة. وأن أهم ميزاته عدم مجاملة ما يراه وقدرته على التعاطي بكل شفافية مع المعروض أمامه.

لم نتلف أي دعم مادي أو معنوي من قبل وزارة الثقافة السورية، ونسافر بأعمالنا على حسابنا الشخصي.

المسرحي سامر محمد اسماعيل

مبادرات شخصية دون دعم.

تأتي مشاركة مسرحية “كاستينغ” كحضور سوري يساهم بإيصال الحالة المسرحية السورية بالوقت الراهن. وقال “اسماعيل” إنهم يشاركون بالمهرجانات الدولية دون تلقي أي دعم معنوي كان أم مادي من قبل وزارة الثقافة المعنية بالشأن الفني السوري.

وبناءً على ذلك نوّه خلال حديثه لسناك سوري أنها تتم تحت بند المبادرات الشخصية من كل النواحي. وتقديمها «للابتعاد عن الصورة المأخوذة عنها وأن مدتها لن تتجاوز الـ15 يوماً. ويتم بعدها وضعها ضمن مستودعات رطبة دون ذاكرة».

وكشف مساعيه شخصياً كواحد من الحريصين على ديمومة المسرح السوري، أن يسافر بعرضه ويشارك به بمهرجانات دولية. كطريقة يتعرف بها الآخرون على المسرح السوري اليوم وتطوراته.

نحرص على مشاركة المسرحيات السورية في المهرجانات الدولية، لتعريف الآخرين بحالة المسرح السوري اليوم.

المسرحي سامر محمد اسماعيل

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

زر الذهاب إلى الأعلى