مستشفى درعا بلا أدوية الكلية.. مواطن يدفع نصف مليون شهرياً!
عام كامل من غياب الأدوية عن مشفى “درعا”.. مدير المستشفى: الأدوية وصلت مديرية الصحة لكن لم نحصل عليها
سناك سوري – هيثم علي
تتوجه “هدى العايدي” مريضة كلية باكراً بمعدل يومين أسبوعياً إلى الصيدليات التي تعرفها في مدينة “درعا”، قاطعة 30 كم من ريف “درعا” الغربي”، إلى المدينة لشراء أدوية وحقن الايبوتين والهبارين والحديد الوريدي، الخاصة بغسيل الكلى بالتقسيط وذلك لعدم توفرها بمشفى “درعا” الحكومي وعدم قدرتها على شرائها بشكل دوري.
يتشارك المواطن “عصام المصري” مع “العايدي” ومرضى الكلى في محافظة “درعا” آلام المرض ومعاناة عدم توفر الأدوية، ورحلة البحث عنها، ويضيف لـ”سناك سوري”: «علمنا أن المواد متوفرة في مديرية الصحة لكن آلية التوزيع وغياب التنسيق انعكس علينا سلباً، وأرغمنا على التكفل بثمن هذه الحقن، لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل».
يدفع الستيني “خالد عايد المسالمة” من أهالي حي “درعا البلد”، أكثر من نصف مليون ليرة شهرياً، ثمن الإبر والأدوية التي لا تتوفر بالمشفى وتتضمن 200 ألف ثمن أبر، وفلاتر غسيل كلية ثمن الفلتر 40 ألف لكل جلسة غسيل بحاجة لمرتين أسبوعياً عدا عن أجور الأطباء والمخابر والأدوية الأخرى، ويتساءل «من أين أصرف ثمن الأدوية؟»، فيما تشتكي “رنا نصيرات” من عدم قدرتها على تأمين ثمن الأدوية لوالدتها التي تغسل كليتها مرتين أسبوعياً.
بقاء مرضى غسيل الكلية في مشفى “درعا” الحكومي من دون هذه الأدوية لمدة سنة يعود لعدم إرسال هذه الحقن والأدوية من قبل مديرية صحة “درعا”، إلى المشفى بحسب مديره الدكتور “بسام الحريري”، مضيفاً لـ”سناك سوري” أن مديرية الصحة حصلت عليها بدورها من الوزارة لكن لم يصل منها أي شيء للمشفى رغم طلبها من المديرية، وهي متوفرة بالعيادات الشاملة وغير متوفرة بالمشفى منذ عام كامل، منوهاً أن الحقن التي لم يتم تزويد المشفى فيها هي حقن (الإيبوتين) لتعويض مادة الإيبوتين التي يتوقف إفرازها من الكلية بسبب القصور الكلوي، وحقن “الفينوفير” لتعويض نقص الحديد.
اقرأ أيضاً: سوريا: 3أطباء لمشفى كامل بعالجوا كم مريض والباقي بيعتمدوا عالدعاء
وزارة الصحة تقوم بتأمينها وتوزيعها من خلال مديرية الأمراض المزمنة إلى مديريات الصحة في المحافظات حسب “الحريري”، ويضيف: «حصلت مديرية صحة “درعا” على كميات منها منذ فترة لكن لم يصل منها أي بالرغم من تواصلنا مع مديرية الأمراض المزمنة لأكثر من مرة والتي أشارت بأن حصة المشفى من الحقن ترسل مع حصة مديرية الصحة التي بدورها صرفت هذه الأدوية للمشافي الأخرى، لكن المديرية طبعاً لم تزود المشفى بالكميات المخصصة، بحجة إنه لم يرد من الوزارة وجود حصة للمشفى الوطني من الإيبوتين والفينوفير حديد».
“الحريري” طالب بمعالجة الأمر بأسرع ما يمكن وتنظيم عملية التوزيع بشكل يتيح للمشفى الحصول على مخصصاته، حرصاً على تقديم الخدمة للمواطنين الذي يتكلفون أسبوعياً مبالغ كبيرة ما ينعكس على حرمانهم من الحصة الدوائية، مشيراً إلى أن جلسات غسيل الكلى في المشفى تقدم مجاناً للمرضى، حيث يحتاج المريض 8 جلسات شهرياً بمعدل جلستين في الأسبوع عدا الجلسات الإسعافية الطارئة.
وفي تعليقه على الأمر، قال مدير الصحة في محافظة “درعا” الدكتور “أشرف برمو”، أنه عندما تقوم مديرية الأمراض المزمنة بوزارة الصحة بتزويد مديرية الصحة بالحصة الجديدة من الأدوية، سيتم منح الهيئة العامة لمشفى درعا، حصتهم من الأدوية ضمن برنامج غسيل الكلية، دون أن يحدد موعداً.
يذكر أن قسم غسيل الكلية في “درعا” سبق وأن توقف ثلاث سنوات خلال الحرب ليعود في العام 2018 لتقديم خدماته للمرضى الذين يأملون اليوم أن توفر الجهات المعنية الدواء اللازم لهم حتى يحصلوا على حقهم بالعلاج المجاني الذي توفره الحكومة لهم.
اقرأ أيضاً: قسم غسيل الكلية في درعا بالخدمة من جديد