سناك سوري _ زياد محسن
اكتشف المسؤول “رفيع المقام باشا” مصادفةً هموم شعب “الهونولولو” العظيم الذي أقسم حين تولّيه منصبه أن يكرّس حياته لأجله.
فحين استيقظ صباحاً لم ينتظر قهوته في الفراش كعادته بل نزل بنفسه إلى المطبخ ليطلب القهوة من العاملات المنزليات، لكنه صدم قبل دخوله بصوت إحداهن وهي تروي معاناتها لزميلتها وتسرد مطوّلاً صعوبات ما تواجهه يومياً في تفاصيل المعيشة في “هونولولو” الصامدة.
حينها فقط، اكتشف المسؤول الباشا معنى “الحصار” الذي لطالما تحدّث عنه في خطاباته أثناء الاجتماعات الحزبية، معنى الحاجة لأسطوانة غاز والانتظار في طابور من أجل ربطة خبز، والتحامل على الألم لعدم امتلاك ثمن الدواء، والارتجاف برداً لعدم توفر المازوت، والعيش في الظلمة لعدم توفر الكهرباء، والانتظار لساعات في الطريق بسبب أزمة المواصلات.
اكتشف صدفةً أن “المؤامرة” التي ألّف عنها كتاباً من 746 صفحة من القطع الكبير، ليست فقط استهدافاً لصمود مسؤولي “الهونولولو” وضرباً لمبادئ الحزب الهونولولي بل هي تفاصيل معاناة يكابدها الناس في يومياتهم ما يدفعهم لانتهاز أي فرصة للهروب من البلاد حتى وإن كان ذلك بمغامرة خطرة قد يدفعون حياتهم ثمنها.
شعر “رفيع المقام باشا” بوخز في ضميره وتأثّر بحديث العاملة حتى كادت عيناه تطفحان بالدمع، واتخذ قراراً أكّد لنفسه أنه لن يعود عنه بعد ما سمعه وحسم أمره فوراً وقرر أن يكتب خطاباً يتحدث فيه عن اكتشافه الجديد.
اقرأ أيضاً: مسؤول محلي ينفي وجود قانون “من أين لك أن تأكل”