أزمة القمح في حماة … والوزير في “حلب”
سناك سوري – دمشق
امتنع رئيس مركز “حبوب السقيلبية” عن إعطاء أي تصريح للزميلة “رنا” عباس” مراسلة صحيفة “الفداء” المحلية الصادرة في “حماة” بسبب انتقادها لعملهم على صفحتها الشخصية في “الفيسبوك”، معللاً ذلك بأنه أمر من “وزير التجارة الداخلية” بعدم التعامل مع الصحافة، بينما كانت طوابير السيارات والجرارات تنتظر منذ أيام دورها العاثر في إفراغ الحمولة وبيعها لكي يستلم في نهايتها الفلاح وصلاً لاحقاً، في حال لم يجد تاجراً و(يقش) الرزق بعد أن يصنّف عامل (خبير) نوع القمح على (كيفه).
فمن تأمين البذار والمازوت والفلاحة والسماد، والحصاد، رحلة من العذاب السنوي ترافق الفلاحين، ليأتي تاجر من خلف الباب، ويقطف تعبه على البارد، بعد أن يذيقه موظفو مراكز الحبوب كل أنواع الوطنية والكرامة، فالصمود ومعركة البقاء، وإعادة الإعمار تبدأ من سرقة جيوب الفلاحين المتوضعة في (شناتينهم) المهترئة؟.
تقول الزميلة “عباس”: «إن الفلاح يدفع ربع ربحه أجرة الحصادة، وقد وصلت إلى ٦٥٠٠ ل.س للدونم، و أجور نقل الحمولة التي تصل إلى ٣٥ ألف ل.س. ليكون ختامها مسكاً مع الإجحاف بحقه و إعطائه درجة لمحصوله من القمح لاترضيه».
“دياب بلال” رئيس المركز المفصل على مقاس واسطته الكبيرة، كانت علامات عدم الرضا واضحة على محيّاه، ناهياً أي علاقة تجمعه مع الصحافة لأنه أكبر وأعلى منها مقاماً وعلماً وثقافة، فأنهى أي سؤال قبل أن يسأل عن معاناة الفلاحين المنتظرين تحت الشمس الحارقة منذ يومين: «نحن لا نعطي أيَّ تصريح للصحافة. وهو أمر من السيد “وزير التجارة الداخلية».
وبينما كانت ازمة القمح تزداد تعقيداً في حماة كانت وسائل الإعلام الحكومية تحتفي بزيارة وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “عبد الله الغربي” إلى حلب وترأسه اجتماع لجنة تنسيق استلام الحبوب في المحافظة، وخطابه عن أهمية تسويق المحصول مركزاً على أهمية أن يكون موجوداً في “أكياس” لسهولة تخزينه.
الوزير الذي يعد من أنشط وزراء الحكومة السورية الحالية بدا مهتماً بـ “الأكياس” التي يمكن أن يتابعها أي موظف عادي في حلب، بينما المشكلة الحقيقية التي على مايبدو تحتاج تدخل وزير تكمن في حماة التي قد يضيع محصولها.
بقي أن نشير إلى أن في السلطة من يعمل بمنهجية على تهميش دور الصحفي وإضعافه وجعله فقط مصفقاً وملمعاً لصورة المسؤوليين، في ظل دور غير فاعل لاتحاد الصحفيين و وزارة الإعلام، وإذا كانت هذه طريقة التعامل مع صحفية في مؤسسة حكومية، فما الذي يحدث مع الصحافة في القطاع الخاص؟.
اقرأ أيضاً في حماة.. رغيف الخبز وصانعه يهديان “الغربي” جزيل السلام