مسؤول يخشى أن يمضي أكثر من 300 ساعة باستقبال مرشحين

الحملة الانتخابية زيارات اجتماعية تغني عن البرامج الانتخابية ؟
سناك سوري – رهان حبيب
«يمكن الشباب متوقعين القلم الأخضر بإيدي» يقول أحد ممثلي المنظمات الشعبية متذمراً من كثافة الزيارات التي تزامنت مع موسم انتخابات الإدارة المحلية.
الممثل المذكور الذي يتمتع بفرصة تعميم أو توجيه من فوق “من عندو يعني” للرعايا في جهته للتوجه لانتخاب شخص محدد في انتخابات المجالس المحلية المقبلة تحدث مع سناك سوري عن معاناته مع بعض مرشحي المحافظة رافضاً ذكر اسمه مراعاة لمشاعر المرشحين فيقول: «من غير المنطقي أن يؤم مكتبي في يوم واحد عشرة مرشحين بزيارة تبدأ بالسلام والكلام، والسؤال عن حجار الدار وفي النهاية يمطرنا بمجاملة من العيار الثقيل زيارتنا للاطمئنان عنك كأني كنت زائراً في منامه، ويذكرني أنه مترشح للانتخابات المحلية “يا سيدي موفق لكن لست أنا من يضع القائمة وليس لدي إلا صوت واحد ليتك قدمت مشروعاً أو فكرة لأخدمك بصوتي».
ويضيف: «يبدو أن ثمان سنوات من الحرب لم تغير الفكرة السائدة في أذهان المترشحين، ولن أقول طلاب المناصب لنعود لذات الطريقة التي تعودنا عليها بالاتكال على المعارف والعلاقات الاجتماعية للفوز بالانتخابات مهما كان نوعها وصفتها، والأخطر أن نسبة كبيرة ممن تعودوا الترشح نجحوا مرة وفشلوا مرات، أتوقع أنهم في هذه المرحلة يستعدون لاغتنام الفرصة».
الفرصة من وجهة نظره تتجسد في انكفاء أصحاب الخبرة والمؤهلين لهذه المهمة عن الترشح إلا قلة منهم، وتقدم طلاب المناصب الذين تعودوا اغتنام فرصة غياب هذه الشريحة، وفرض حضورهم، ليكون على الناخب الاختيار وفق معايير أقربها بعيد عن معيار الخبرة والكفاءة، لتختار بين شرين أحلاهما مر.
مرشحو المجالس المكثفين لجولاتهم الميدانية هذه الأيام مستغلين واجباتهم الاجتماعية في العزاء والأفراح ليتحدثوا عن أنفسهم مستعيدين ذكريات الأجداد مع الثوار وتذكير المواطنين بأنهم من الأعيان أثاروا استياء رواد المضافات من أبناء المحافظة، مادفع مواطناً ممن فقدوا الثقة بهم وملّوا أحاديث ذكرياتهم للقول: «قبل الطقم والكرافة حضر برنامجك الإنتخابي وأنا براسي رح انتخبك، وإن من كان وفياً لتاريخ جده الذي قارع المحتل الفرنسي سيعرف حق المعرفة أن المجتمع لا تنطلي عليه مشاركاته وما يحدثه من ضوضاء أولها وآخرها حديث مضافات».
تغيب الحملات الانتخابية في “السويداء” خاصة لدى المرشحين الذين وجدوا الزيارة فرصتهم شبه الوحيدة حيث يرى “أبو خليل” :«إن الأمر لايتعدى طباعة بعض الصور ونشرها في حال توافرت الميزانية اللازمة وقلة من امتلكها إلا بعض المرشحين المستقلين على مستوى مجلس المحافظة، أو بعض مجالس البلدات والعين طبعاً على منصب رئيس المجلس، وتنحسر الفرص أكثر في ظل غياب حالة التشاركية بين مجموعة مرشحين للخروج بلقاء جماهيري أو مناطقي على شكل مؤتمر صحفي يهيئ فرصة للمرشح لتقديم برنامج انتخابي أو على الأقل خطة عمل قادمة».
هذه المشاهدات لاتنسحب على كل المشهد الانتخابي في المحافظة فهي محصورة بشريحة معينة مازالت تنظر للانتخابات على أنها تعيين مستندين في ذلك على التجارب السابقة والممارسات القائمة حتى اللحظة وهذا يعكس الحاجة لبناء فهم جديد للانتخابات من قبل الحكومة لتغيير صورتها النمطية والحرص على استقلاليتها ومنع التدخل فيها من قبل أي طرف كان، لكي يتغير هذا الواقع وتستعاد الثقة بالعملية برمتها وبالتالي سنجد حينها حراكاً انتخابيا ًمختلفاً يقول قائل.
اللافت في الأمر أن ممثل المنظمة الشعبية الذي ربما كان يستمتع في السابق بحج شريحة من المرشحين إليه قبل الانتخابات لكي يؤمن لهم الوصول إلى الكرسي، بات يتذمر من هذا السلوك انطلاقاً من المتغيرات وضرورة اتباع أسلوب جديد، وربما انطلاقاً من عدد المرشحين الذين بلغوا 1431 مرشحاً في السويداء فإذا كان كل مرشح منهم سيقوم بزيارته ربع ساعة فإنه سيحتاج قرابة 350 ساعة استقبال.
يقول المواطن “ناخب منخوب نفسو” لـ سناك سوري إذا 1431 مرشح بيعملوا جولات على المناطق والناخبين كمان مو بس المنظمات فرح نكون مع عدد من الزيارات بهذا العدد تشغل أوقات الفراغ وتصل ما انقطع من صلات مودة ومحبة.”وهيك منكون طلعنا بنتيجة عالأقل من هالانتخابات”.
اقرأ أيضاً: استطلاع رأي: الانتخابات القادمة لن تكون افضل من سابقاتها
*هذه المادة أعدت بالتعاون مع حملة #دورك