اعتدنا البشائر من وزارات الحكومة العتيدة بقرارات تهلّ علينا صبحاً لتنير نهارنا وتودعنا ليلاً ليهنأ نومنا، وجميعها تقوم على مبدأ ( عم اضربك لمصلحتك) والحكومة تعرف مصلحتنا.
سناك سوري _ خاص
ربما يتذمّر كثيرون من القرارات الحكومية لكنهم – والعلم عند الله – من أصحاب النظرة السطحية السلبية العدمية التشاؤمية السوداوية، لا يحضرون دروس التنمية البشرية ولا يرون النصف المليء من الكأس.
اليوم على سبيل المثال قررت شركة توزيع المواد البترولية “محروقات” تعديل مدة تلقّي الرسالة لاستلام البنزين لتصبح 10 أيام للسيارات الخاصة والدراجات النارية و6 أيام للسيارات العمومية، وعلى ذمة الشركة فقد بقيت كميات التعبئة على حالها دون تعديل، علماً أن الشهر الواحد لا يتسع لأكثر من 30 يوماً ما يعني 3 رسائل تقدّم 75 ليتراً وليس 100 ليتر شهرياً كما كانت الشركة قد أعلنت سابقاً.
السلبيون سيرون القرار مجحفاً أو مضرّاً لأنهم لا ينظرون إلى عمق الأشياء، فالقرار جاء في شهر رمضان شهر الصيام، والصيام يعلّم الصبر، وانتظار 10 أيام بدل 7 يعلّم الصبر كذلك ويكسِب الثواب، كما أن تعبئة 75 ليتراً بدل 100 تحول دون الإسراف والتبذير، وتخفّف من التلوث وانبعاثات الدخان ( ازا ما سمعتوا بالاحتباس الحراري فالحكومة سمعت).
وأما الجانب الآخر المشرق من القرار هو انعكاسه على زيادة أسعار النقل بالتكاسي العمومية بحيث أصبح المشوار بالتكسي يحتاج قرضاً يتم تسديده على 6 أشهر باعتباره مشروعاً متناهي الصغر لمواطن أراد الذهاب من منطقة إلى أخرى، ما سيدفعه للتوجه إلى وسائل النقل الجماعي التي تجسّد تلاحم المواطنين (حرفياً مو مجازياً) وتكاتفهم في وجه المطبات ومهارة “شوماخر” الذي يقود الباص إلى أن يصلوا إلى هدفهم وبأبطأ وقتٍ ممكن.
اقرأ أيضاً:مسؤول محلي يتعجب زيادة أسعار قارة أخرى
