مركز علاج للسرطان مهدد بالإغلاق إذا توقفت هبات المتبرعين!
ربما يُحل الأمر في حال تصرف المعنيون في وزارة الصحة بمرونة وأرسلوا علاج السرطان للمركز
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
من أصل 5 زيارات لمركز السرطان في “القامشلي” بمحافظة “الحسكة”، نجح المريض “حسن ملا رمضان” بالحصول على جرعة واحدة فقط، بينما تكبد عناء شراء باقي الجرعات الكيماوية لعدم وجودها في المركز، رغم التأكيدات بوجودها عند افتتاحه شهر أيلول من العام الفائت.
يقطع “ملا رمضان” في كل زيارة للمركز مسافة 40 كم، من منزله في ريف “عامودا” وحتى المركز في المدينة، وفي آخر زيارة له بتاريخ 3 كانون الثاني الجاري، لم يكن العلاج الكيميائي متوفراً في المركز، ما اضطر أبناءه لشراء الجرعة من إحدى الصيدليات الخاصة القريبة، بمبلغ 200 ألف ليرة، بينما قدم له المركز مستلزمات أخذها والتعليمات موفراً عليه 50 ألف ليرة، عوضاً عن 250 ألف ليرة.
أكثر من مريض في المركز تحدث لـ”سناك سوري”، عن انقطاع أنواع عدة من أصناف الجرعات التي تمنح لمريض السرطان، ويضطر المريض لشرائها من السوق، والمواد الأخرى تقدم من المركز، الذي أراحهم من عناء السفر إلى “دمشق”، لكنه لم يرح جيوبهم من دفع ثمن الجرعات كلها، لتأتي الفرحة ناقصة بعض الشيء.
اقرأ أيضاً: سوريا: أكثر من 9000 إصابة جديدة بالسرطان ونقص بالأدوية والأخصائيين
ليس بالإمكان أفضل مما هو عليه الحال حالياً في مركز السرطان بمدينة “القامشلي” حسب كلام المشرفين عليه، فالمركز وكل ما يقدمه عبارة عن تبرعات من بعض الأهالي، وإذا توقفت الهبات توقفت جرعات المرضى!.
الدكتور “نافع ساكير” رئيس المركز، قال خلال حديثه لـ”سناك سوري” إن «الجهة التي تدعم المركز بالجرعات والأدوية الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال ورعايتهم بحلب، والتي بدورها تعتمد على تبرعات أهل الخير في شراء كل الأصناف، ومنذ افتتاح المركز تم إرسال دفعتين من الأدوية والتي جاءت بناء على مراسلة بيننا وعن حاجتنا لأنواع محددة منها، ولا يمكن أن نحصل على أي نوع من الدواء إلا إذا قام بشرائه متبرع ما».
هدف المركز تحقيق الفائدة لكل مريض سرطان وأن يأخذ جرعته الكاملة، لكن الأمر خارج عن إرادته حسب الدكتور “ساكير”، ويضيف: «عندما نطلب من المريض شراء صنف الجرعة من السوق نكون مكرهين على ذلك القرار، نعطيه بدورنا الجرعة في المركز مع تقديم السيروم وجهاز التسريب وإضافات طبية أخرى توفّر عليه مبلغ لا يقل عن 50 ألف، طبعاً هناك أنواع كثيرة للسرطانات لا يمكن بكل الأحوال تأمين كافة الأدوية لها، لكننا نسعى لتأمين الأكثر شيوعاً لدى أهالي المنطقة».
المركز يستقبل المرضى منذ افتتاحه بتاريخ 17 أيلول 2020 حتى تاريخه، ولم يغلق إلا أسبوع في كانون الأول الماضي نتيجة الإجراءات التي اتخذت للحد من انتشار وباء كورونا، وقد راجعه 682 مريضاً، تم تقديم جرعات كاملة لـ400 مريض منهم، وفقاً لـ “ساكير” الذي يأمل أن يتصدى أبناء المنطقة أيضاً لدعم المركز والجمعية أيضاً بالتبرعات لاستمرار المركز بتقديم خدماته، كونه حالياً يعتمد على تبرعات أبناء مدينة “حلب” فقط.
حلّ المشكلة قد لا يكون صعباً جداً في حال تم التعامل معها بمرونة من قبل المعنيين في وزارة الصحة، فمرضى “الحسكة” الذين كانوا يذهبون إلى “دمشق” لأخذ علاجهم من السرطان، يستطيعون الحصول عليه نفسه من مركز السرطان في “القامشلي”، في حال أرسلته وزارة الصحة لهم، وربما لا يحتاج الأمر لأكثر من بعض التنسيق والإحصائيات البسيطة.
اقرأ أيضاً: مراكز جديدة لعلاج السرطان… تخفيف للآلام وتوفير للوقت والمال