غرق مركب اليونان يفتح جرحاً عميقاً في كل سوريا… غالبية الضحايا من درعا
من درعا إلى حمص وحلب... سوريون من مختلف مناطق البلاد على مركب الهجرة
قضى أكثر من 78 شخصاً بينهم سوريون، فيما بات يعرف بـ “مركب اليونان”. الذي كان على متنه بين 400 إلى 750 شخصاً من مختلف الدول العربية. بدافع الهجرة نحو الغرب بطريقة التهريب.
سناك سوري-متابعات
وبحسب ما رصده سناك سوري عبر منصات مواقع التواصل الاجتماع فإن ضحايا المركب ينحدرون من مختلف المحافظات السورية. بينما شكل شباب درعا النسبة الأكبر من الضحايا.
غرق المركب خلف موجة حزن عارمة في كل سوريا وامتلأت صفحات السوريين بمنشورات الحزن والتضامن مع الضحايا. بالإضافة لنعي الأقارب والأصدقاء والجيران.
بصيص أمل
ونشر موقع العربية مشاهد لشاب سوري نجا من الغرق في المركب حين اجتمع مع شقيقه الأكبر. بينما شيع أهالي “عفرين” شابة كانت على متن المركب الذي انقلب بهم صباح الأربعاء الفائت على بعد نحو 80 كيلو متراً من بيلوس اليونانية.
ويظهر في الفيديو الناجي “محمد” 18 عاماً، بينما كان يبكي حين رأى شقيقه الأكبر “فادي” الذي جاء من “هولندا” بحثاً عن شقيقه. ليتعانقا عبر الحواجز المعدنية التي وضعتها الشرطة اليونانية حول مستودع مخصص لنوم الناجين في كالاماتا.
وقال شهود وفق الموقع ذاته، إن القارب الذي يتراوح طوله بين 20 إلى 30 متراً وهو مخصص للصيد. كان يحوي بين 400 إلى 750 شخصاً. وحتى يوم أمس الجمعة بلغ عدد الضحايا الذين تم انتشال جثثهم 78 جثة، بينما وصل عدد الناجين إلى 104 أشخاص. وسط تضاؤل الأمل بالعثور على مزيد من الناجين.
في غضون ذلك شيّع أهالي في “عفرين”، شابة سورّية قضت على متن مركب اليونان. بينما تقاسم أهالي قرية “كفرام” بريف “حمص” الوجع باختفاء ابن قريتهم الدكتور “ارنست” الذي كان على متن القارب. والفرح بنجاة الصيدلاني “أمجد إسبر” الذي نجا من الغرق. متمنين أن يكون الدكتور “ارنست” بخير.
بينما لم تتمكن عشرات العائلات السورية من كشف مصير أبنائهم بعد أو استلام جثامينهم. خصوصاً أهالي درعا الذين شكلت الحادثة الصدمة الأكبر بالنسبة لهم.
وبينما تستمر التحقيقات في حادثة غرق مركب اليونان فإن التحقيقات الأولية تشير لأن قارب الصيد المتهالك غادر مصر وأخذ ركاباً من طبرق الليبية. بينما ذكر ناجون من الغرق إنهم دفعوا 4500 دولار للوصول إلى إيطاليا عبر المركب.
فيما قالت مصادر صحفية أنه تم اعتقال مجموعة أشخاص في اليونان ومصر يعملون على تهريب الأشخاص إلى أوروبا.
تضارب في الروايات
وذكرت السلطات اليونانية، أنها راقبت القارب لمدة 15 ساعة قبل غرقه. بعد تلقيها تنبيهاً من إيطاليا بخصوصه. وأضافت أن الركاب داخل المركب “رفضوا التعاون وقالوا إنهم يريدون الذهاب إلى إيطاليا”. وطالما أن السلطات اليونانية اعترفت بمراقبتها المركب طيلة تلك الفترة قبل غرقه. فإنه ربما كان بإمكانها المساعدة بشكل أكبر في تجنيب أولئك الأشخاص الموت المحقق.
من جانبه قال تلفزيون سوريا إن حادثة الغرق جاءت أثناء محاولة الإنقاذ وتسببت بها سفينة عسكرية يونانية. ونقل المصدر عن شهود إنه بعد تحرك المركب خلف السفينة اليونانية لمسافة قصيرة تعطل، فرمى طاقم السفينة الحربية الصغيرة حبلاً تم ربطه بالمركب وجرّه بقوة ما تسبب بقلبه وغرق معظم من كان على متنه.
من يوقف الهجرة؟
هذا وتعد الهجرة إلى أوروبا أحد أكبر التحديات التي تواجهها البلاد حيث يتحمل الشباب السوري خلالها مخاطر الموت ويضعون أرواحهم على قارب غير مضمون. ما يستدعي تدخلاً عميقاً للتفكير بأسباب الهجرة ومحاولة تبديد المشكلات المسببة لها. على اختلاف أشكالها “سياسية، اقتصادية، خدمية..إلخ”.
ويتطلب الأمر تعاوناً بين المجتمع الدولي والسلطات في سوريا لمساعدة السوريين على الصمود في مجتمعاتهم وحماية أرواحهم. وذلك من خلال مشاريع التعافي المبكر وتطوير البنى التحتية والخدمات وتفعيل وتسريع الحل السياسي الداخلي وفق ما يراهم مراقبون.
وقضى كثير من السوريين في البحر بينما يحاولون السفر بطريقة التهريب إلى أوروبا هرباً من الأوضاع المعيشية الضاغطة نتيجة الحرب المستمرة منذ 2011. ويعتبر مركب اليونان واحد من مراكب كثيرة غرقت وسط البحر المتوسط الذي بات مقبرة واسعة لكثير من السوريين.
https://youtu.be/W-5C5YF5CbU