مخيم “الهول”: إخلاء 800 امرأة وطفل بوساطة عشائرية !

من اللاجئين العراقيين إلى سيطرة “داعش” و “قسد” .. حكاية مخيم “الهول”
سناك سوري _ متابعات
بدأت “الإدارة الذاتية” أمس تنفيذ إجراءات خروج 800 امرأة و طفل من مخيم “الهول” جنوب “الحسكة” و إعادتهم إلى بيوتهم في مدينتَي “الرقة” و “الطبقة” في خطوة أولى نحو إخلاء المخيم .
الخارجون من المخيم أنهوا فترةً عصيبة عاشوا خلالها ظروفاً مأساوية في مخيم يشبه المعتقل ، ففي “الهول” ليس من الأكيد حصول كل عائلة على خيمة ، فأعداد النازحين يفوق قدرة المخيم على الاستيعاب ما سبّب بقاء الكثير من العائلات في العراء داخل السياج الشائك الذي يحيط بحدود المخيم .
بينما لا يزال قرابة 75 ألف شخص داخل “الهول” حسب تقديرات الأمم المتحدة ، لا تصِلهم مساعدات المنظمات الإنسانية إلا بشقّ الأنفُس في هذا المخيم المنسيّ في الصحراء بالقرب من الحدود العراقية .
يختلط الأمر في مخيم “الهول” بين المدنيين الذين اتخذهم تنظيم “داعش” دروعاً بشرية أثناء سيطرته على مدنهم و قراهم و بين نساء التنظيم أو زوجات و أطفال مقاتلين من التنظيم ، بعض التقارير الصحفية تحدثت عن أن نساء “داعش” لديهن نفوذ على باقي النازحات في المخيم و أن نازحات إيزيديات لا يزلن مضطرات لإخفاء هويتهن خوفاً من سلطةِ نساء التنظيم اللواتي لا زلن محتفظات بالولاء لعقيدة “داعش” ! بينما ذكرت تقارير أمنية للمخابرات العراقية أن العديد من عناصر التنظيم العراقيين يجرون اجتماعات في المخيم و يحضّرون لهجمات من داخله !
في المقابل فإن عائلات سورية هربت من مناطق المعارك بين “قسد” و “داعش” و أبرزها معركة “هجين” بريف “دير الزور” ، وجدوا أنفسهم سجناءَ هذه البقعة المتروكة في الشتات دون أدنى حدّ من مقومات الحياة ، بينما كانت “قسد” ترفض خروجهم إلى أن أعلنت مؤخراً قبولها بمطالبات العشائر المحلية إخراج النساء و الأطفال من أهالي “الطبقة” و “الرقة” و إعادتهم إلى بيوتهم .
اقرأ أيضاً :بعد أكثر من 100 حالة وفاة.. الأمم المتحدة تقلق حول مخيم “الهول”!
يعود إنشاء المخيم إلى العام 1991 حيث أنشأته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل استقبال اللاجئين العراقيين على خلفية حرب الخليج و عاد مجدداً لاستقبال العراقيين عقب الغزو الأمريكي لـ”العراق” عام 2003 و استمرّ باحتضان اللاجئين حتى العام 2007 حين تم إغلاقه رسمياً .
بسط تنظيم “داعش” سيطرته على عدة قرى من ريف “الحسكة” كان من ضمنها مخيم “الهول” الذي حوّله التنظيم إلى مقرٍّ سكني لعائلات مقاتليه الأجانب ، إلى أن تمكّنت “قسد” من طرد التنظيم بحلول تشرين الثاني 2015 و أعلنت إعادة افتتاحه رسمياً في نيسان 2016 .
مع تصاعد العمليات ضد “داعش” كان المخيم يستقبل المزيد من النازحين فيما لا يوجد فيه أكثر من 130 بيتاً في حين بدأت الخيم بالانتشار ، و استمرّ هذا التضخم حتى مطلع العام الحالي الذي شهد ذروة تدفق النازحين مع سقوط التنظيم فيما سجّلت المنظمات الدولية عدة حالات لوفاة أطفال جرّاء البرد و هم في طريقهم إلى المخيم أو بعد دخولهم إليه بفترة قصيرة .
شكّل مخيم “الهول” مأساة إضافية في سجل المآسي التي خلّفتها الحرب في “سوريا” ، و بينما تتحمّل “قسد” مسؤولية المعتقلين من “داعش” داخل المخيم فإن أهالي المناطق السورية يطالبونها بتمييز المدنيين عن المنتمين للتنظيم و إخراج العائلات التي أجبرتها ظروف الحرب على اللجوء إلى المخيم و إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية .
اقرأ أيضاً :مخيمات “الشمال الشرقي” تضيق بالنازحين والدول الغربية ترفض استعادة أبنائها!