أخر الأخبارحرية التعتير

مخيم الركبان: الذكريات لا تشفع للسوريين فيه.. الموت قريب جداً

لم تكن السيدة “أم بسام” وهي أم لثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر عشرة أعوام تدرك أن هماً جديداً سيضاف إلى قائمة همومها في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.

سناك سوري –  الركبان

حيث تتشارك ومئات العوائل السورية النازحة من الحرب. خيماً صغيرة ومشاكل كبيرة. تبدأ من انعدام الطعام والشراب إلى فقدان الأدوية. انتهاءً بالأمراض التي سببتها موجة الحر لها ولأطفالها الصغار.

تقول “أم بسام” لمراسل “سناك سوري”: المياه غير متوفرة هنا وإن توفرت فإنها مياه ملوثة. ولدي الصغير مصاب بالإسهال والإقياء والمستوصف الوحيد الموجود لا يكفي حاجتنا وهو غير مزود بالخدمات الضرورية.

تخاف أم بسام من مرض طفلها الصغير خصوصاً وأنها سمعت أن اثنين من الأطفال ممن يمتهنون رعي الأغنام قد توفيا جراء ضربة شمس قبل يومين. تضيف السيدة “أم بسام”: ماذا لوكان الخبر حقيقياً. الحرارة هنا شديدة سمعتهم يقولون أنها بلغت الـ 52 درجة. خيمنا قديمة ومهترئة بالكاد ترد عنا حر الشمس قليلاً.

اقرأ أيضاً: لبنان .. إحراق مخيم للاجئين السوريين بعد جريمة قتل
أطفال سوريون في مخيم الركبان على الحدود الأردنية
أطفال سوريون في مخيم الركبان على الحدود الأردنية

تحن “أم بسام” إلى أيام دير الزور مسقط رأسها فتقول: “إيه” على أيام دير الزور ومنزلي الصغير. رغم الحر هناك كنا نكتفي بإقفال الشباك وإسدال الستائر وتشغيل المكيف. لم نكن نشعر بالحر ولا بالبرد. على عكس مايجري معنا اليوم. أنام كل ليلة على أمل أني سأستيقظ في الصباح لأرى نفسي وأولادي في منزلنا ويكون كل ما قسيناه مجرد كابوس انقضى.

يتحمل اللاجئون السوريون مشقة المشي لمسافة تجاوز الخمسة كيلومترات تحت حر الشمس للحصول على بضع ليترات من المياه التي يجاوز ثمنها مايملكون. وغالباً ما يكتفون بقوارير صغيرة تبل ريقهم دون أن تروي ظمأهم. يقول العم “أبو محمد” أحد سكان مخيم الركبان: لا لست بخير أنا أموت “عالبطيء” لا عمل ولا مساعدات تكفي ولا سبيل للعودة إلى سوريا. البارحة مشيت أكثر من ساعة تحت الحر والشمس الحارقة لأحصل على قارورتين من المياه لم يطاوعني ضميري على إرواء عطشي فأولادي أولى مني بتلك المياه. يضيف “أبو محمد”: أشعر أن الموت قريب وأشتاق حقاً لمنزلي في الرقة ولحياتي السابقة التي سرقتها الحرب وخيار خاطئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى