مختصة تحلل رسائل وجوه من حولها: بؤس ووجوه خالية من الحياة
وأنتم ما رأيكم هل تصادفون تلك الوجوه بكثرة؟

قد لاترى وجها يضحك، جملة باتت اعتيادية في ظروف أصبحت أكبر من احتمال السوريين ومعاناة الحصول على لقمة العيش ليظهر العبوس والشرود والمعاناة على الوجوه إشارات تحللها مختصة اللوحة الوجهية، إلا أن تلك المشكلة التي يراها البعض بسيطة، تخفي ورائها مشكلة عامة كبيرة، فالمنشغل بهم التفكير بطعام أولاده، لن ينتج في عمله أو ينجح به غالباً.
سناك سوري-رهان حبيب
تخبرنا “عبير البدعيش” خبيرة تحليل شخصيات لغة الجسد واللوحة الوجهية، إننا إذا أردنا الحديث عن حالة العبوس والتشنج التي تظهر على الوجه فنحن نتكلم عن النتيجة وهي الإشارة التي تظهر على وجوهنا
لكن ماخلف تلك الإشارة التي أصبحت محفورة، في الوجوه ومتأصلة في التعابير الدقيقة لمشاعر صاخبة متراكمة، فدراسة لغة الجسد تعطينا فكرة كبيرة بنسبة عالية جدا 93%عن التأثير والمشاعر الآنية خلال زمان ومكان محدد، نعرف من خلالها الانفعالات خلال فترة زمنية خاصة ومحددة أو خلال حدث معين كاجتماع أو لقاء عمل، نتحقق من خلالها بأن الشخص يخفي مشاعر الغضب مثلا أو الحزن أو السيطرة أو السعادة أو الملل، لكن ماذا لو كانت إشارات الحزن والغضب واليأس مستمرة وقد حفرت خطوطها في الملامح حتى لو اختلف الزمان والمكان فالشعور المرافق من اليأس والغضب والحزن مرافق للشخص باختلاف أوقاته، وزادت أكثر في السنوات الأخيرة.

وتضيف: «ما نتكلم به فعلا عن العمر الذي أصبح به المواطن السوري وهو ليس عمره الزمني بل عمره العملي والأحداث والأزمات التي تعرض لها التي غرست به المشاعر السلبية والتوتر و الشدة النفسية والاكتئاب من لحظة استيقاظه إلى ساعات النوم المتأخر من الليل بسبب القلق اليومي والدائم الذي يجعل حتى النوم يلازمه الاضطراب النفسي مما يجعل عبوس الوجه يرافق الظلام».
تشرح المختصة أكثر تفاصيل المشاهدات اليومية، لأناس بحاجبين متقاربين وتجاعيد الجبهة الواضحة والابتسامة المصطنعة الخالية من الحياة، ومن لمعة العين المعتادة، حتى دون إشراقة الوجه ورفع الوجنتين كدلالة على صدق الشعور.
اقرأ أيضاً: 5 أشخاص بانتظار ربطة معكرونة في سوريا
ترى “البدعيش”، أن صدق المشاعر والتعبير قد اختفى تقريباً، وبات مكانها اليوم «الفم المائل للأسفل من الزوايا والوجه الباهت والشاحب اللون والبشرة الجافة لجفاف المشاعر والعين الَمغسولة بالدمع نتيجة الحزن الداخلي الحقيقي الذي نفسره ببكاء القلب، وهو أشد وطأة يتبعها النظرات المرتبكة دائما والباحثة عن الآمان وجفاف اللهفة والشغف، والتحفيز الدالة عليها طريقة المشي البائسة والمنهكة مع النظر الدائم للأسفل وانحناء الظهر للأمام نتيجة التفكير الدائم بالماضي واستخراج المشاعر القديمة المدفونة».
تفسر المتخصصة أننا بتنا نرى الناس تتكلم مع أنفسها وهذا ليس ذكاء دائماً كما يفسره المجتهدون في الأمر، بل هو دليل التشتت بالأفكار وقلة الثقة بالنفس وفقدان الرغبة بالحديث لشخص آخر كل ذلك بسبب انعدام الرغبة في المبادرة لأنها معدومة الأمل مسبقاً، فهناك من يمشي ورأسه للأرض ويمكن أن يركل برجله أي شيئ يراه على الأرض أمامه كالأطفال تبعا لحالة الاكتئاب واللامبالاة وعدم الرغبة التي تسبب كل ذلك مع انحناء الكتفين إلى الأمام غالبا.
وتضيف: «ما آراه في هذه المدّة عموما على وجوه الغالبية، البؤس مع طأطأة الرأس والتفكير في الماضي والخوف من كل جديد والتجاعيد في الوجه والشحوب يعود للجوع والحاجة كحالتين لايمكن إطلاقا أن تعطي الوجه إشراقة السعادة والأمل و لا يمكن أن يصحبه استقامة الظهر وارتفاع الرأس الذي يخلق تشتت في النظر خلال المشي ويستحيل أن يمتلك صاحبه التركيز والدقة في العمل إذا كان تفكيره بسد جوع أولاده فكيف نطلب الإنتاجية بالعمل والجسد منهك».
اقرأ أيضاً: براءة اختراع سورية.. طبق اللبنة الطائر