“أيام معه” الرواية التي تروي قصة حب “كوليت خوري”
سناك سوري – عمرو مجدح
«ما الذي يستهويني في هذا الرجل ؟، عيناه ؟، إني أكره العيون الزرق!، لكن سماء عيناه تجعلني أتمنى لو أجد فيهما شيئاً من الإنسانية، هذا الرجل يهتم دائماً بالجمال ويحوم حوله كما تحوم النحلة حول الزهور هو يريد أن يتمتع بالمرأة ثمرة يانعة ليلفظها، إنها نغمة يضيفها إلى نغماته ليبحث عن نغمة جديدة وقد أغراه سني ووضعي كفتاة وحيدة».
كلمات نطقتها “ريم” بطلة رواية “أيام معه” لكنها في الحقيقة كانت بصوت “كوليت الخوري” أو “خولة بنت سهيل” كما كان يحب أن يسميها جدها رئيس الوزراء السوري “فارس الخوري”.
لا تخفي “كوليت” أن الرواية التي نشرت عام 1959 وأحدثت ضجة في الأوساط الثقافية وبين أبناء المجتمع السوري المحافظ تحمل شيئاً من سيرتها الذاتية تقول: «في تلك الفترة تعرفت إلى “نزار قباني” من خلال جدي “فارس الخوري” وكان حينها يعمل في وزارة الخارجية وشاعراً وأنا أحب الشعراء، كان بارد الطبع هادئ بعكسي تماماً، أحببته وأحبني وكنا على حافة الزواج ولكن لم يحدث ذلك لعدة أسباب منها أنه كان يكبرني كثيراً وكنت أنا شاعرة صغيرة صاعدة للحياة وهمي أن أصبح شاعرة كبيرة وكنت أعتقد أنني أنا “المرأة” في الحياة و”نزار” كان يتباهى أنه شاعر “النساء” ولم يعجبني ذلك فقررت السفر حتى يشعر أنني أنا “المرأة”».
تضيف: «عندما تركته وسافرت أحبني في تلك الفترة أكثر، لكن كان يجب أن أعود واكتشفت في سفري أن الحياة جميلة وواسعة وفيها غير نزار، انفصلنا وانتهت قصة حبنا لكننا بقينا أصدقاء وهو شخص عزيز علي».
اقرأ أيضاً:البومة المتمردة .. “غادة السمان” كاتبة الاعتراف والتعرية
بالعودة لرواية “أيام معه” التي يجزم الكثير من القراء أنها تصور قصة الحب بين “كوليت” و”نزار” الذي يقال أنه كان يردد بأنها بالنسبة إليه “دمشق” تقول “خوري”: «رواية “أيام معه” فيها أشياء من “نزار قباني” وغيره وأتطلع في يوم ما أن أعيد كتابة الرواية بالأسماء الحقيقية فمثلا “زياد” عازف الغيتار وبطل الرواية الذي اعتبره القراء “نزار قباني” هو بالحقيقة زوجي الأول الكونت الإسباني “رودريكو دوزياس”، الذي كان عازفاً رائعاً يحملني بموسيقاه إلى عوالم أخرى دمجت بين شخصيته و”نزار” وعدة شخصيات حتى ظهرت الشخصية التي في الرواية، وهناك مقاطع من هذا الكتاب جرت مع صديقات لي على سبيل المثال جاءت إلي صديقة وأخبرتني أنها قابلت حبيبها وطلبها للزواج وبدأت تروي حادثة عندما وقعت مجلة على الأرض فإنحنيا لأخذها وتلاقى وجهيهما وقبلها كانت هذه الحادثة فظيعة في ذلك الزمن أن يقبل الرجل امرأة، عندما نشرت الرواية جاءت إلي قائلة لقد كتبتي الحادثة ؟ قلت لها لقد خلدتك».
صرّحت كاتبة “ومر الصيف” عدة مرات خلال السنوات الماضية عن عزمها لنشر رسائل “نزار قباني” لها كان آخرها خلال لقاء إذاعي عبر شام إف أم عام 2015 معترفه أن في حوزتها 35 رسالة منه، كما تمكنت من استعادة 13 رسالة من رسائلها إليه عن طريق ابنته “هدباء”، لكن يبدو أن الكاتبة قلقة وربما متخوفه من ردة الفعل التي قد تصاحب نشرها للرسائل خاصة بعد ما لقته ابنة جيلها الأديبة السورية “غادة السمان” من موجة نقد وهجوم عنيف إثر نشرها رسائل “غسان كنفاني” و”أنسي الحاج” إليها ولن تكون “كوليت” أول من يقوم بنشر رسائل “قباني” فقد سبقها صديقه “هنري زغيب” الذي نشر 14 رسالة من رسائل “نزار” إليه مع وثائقها والتعليق عليها في كتاب بعنوان “نزار قباني متناثراً كريش العصافير”، لم يحدث ما قام به “زغيب” أي ضجة في الأوساط الثقافية ولم تكن هناك حملات تشهير وهجوم، مرت الرسائل بسلام يبدو أن مجتمعنا لا يعارض في أدب المراسلة إلا رسائل الحب عندما تنشرها امرأة.
اقرأ أيضاً:غادة السمان لـ: كوليت خوري: عودي فرفيقاتك القديمات مثلي يفتقدنك