إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

متى تصل السوريات إلى المشاركة السياسية الحقيقية؟!

تشكل النساء ما نسبته 3.1% فقط في المجالس المحلية

سناك سوري-نسرين علاء الدين

بين فترة وأخرى يتبادل السوريون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة بالأبيض والأسود تعود لسيدة في أربعينات القرن الماضي، هذه السيدة هي أول امرأة عربية تمثل بلادها كسفيرة في الأمم المتحدة (أليس قندلفت)،  عدد قليل جداً من السوريين يعرف تاريخ هذه السيدة وغيرها من السوريات اللواتي كان لهن دور في الوضع السياسي للبلاد.

تضحك أم يحيى من فكرتي بأن تكون مختارة للحي، فهي زوجة المختار لعشرين سنة وتعرف كل تفاصيل العمل كما أنها تملك سلطة معينة أو (تمون) على أبناء الحي في حال حصل خلاف ولها كلمتها وحكمتها التي يقصدها أبناء الحي وبناته كي يستفيدون من هذه الحكمة.

توفي زوجها منذ سنتين لكن الختم انتقل لشخص ثاني ومع ذلك لا يزال يقصدها الكثيرون من أجل قصصهم ومشاكلهم، فمالذي يمنعها من حمل أمانة ختم المخترة؟، تقول أم يحيى: «أنا أدير مضافة زوجي كما لو أنه موجود على قيد الحياة»، وتضيف: «أجهز القهوة المرة كل صباح وأبنائي يستقبلون الناس لكني إذا أصبحت مختارة فإن الناس لن يرحمونا من كلامهم ففي النهاية أنا امرأة».

اقرأ أيضاً: “السوشي بلا أرز مثل سوتشي بدون أجندة نسائية”

على عكس أم يحيى فإن السيدة “نهيدة علي” من قرية المرحة ريف حماة كانت الأولى من نوعها عندما استلمت منصب المختار في قريتها، لم تكن تأخذ الفكرة على محمل الجد لكنها استمرت في عملها لأكثر من سنتين، بحسب ماتقول وتضيف لـ “سناك سوري”: «انقسم أبناء القرية بين مؤيد لفكرة تولي سيدة لمنصب المختار وبين معارض لهذه الفكرة خاصة أن أبناء القرى المحيطة وصفوا القرية بأنها خالية من الرجال»، لكن السيدة “علي” استطاعت أن تقوم بكافة مهامها بل وحسنت في واقع القرية، فكانت نموذج جيد لم يتكرر كثيرا في سورية علما أن القانون السوري لا يمنع من تسمية امرأة في منصب مختار.

تشكل النساء ما نسبته 3.1% فقط في المجالس المحلية وهذا دليل على ضعف مشاركة النساء في أبسط شكل من أشكال اتخاذ القرار على الصعيد المحلي.

مقسوم لا تأكل وصحيح لا تقسم

كفل الدستور السوري للمرأة السورية حقها في المساهمة الفاعلة في كافة مناحي الحياة وخاصة المشاركة السياسية وحقها للترشح والانتخاب في مجلس الشعب والدوائر المحلية، لكن الشكل السياسي الذي كان سائد في البلاد حصر مشاركة النساء في مجالس الشعب بقوائم معينة، فيما شكل وصول “هدية عباس” إلى رئاسة مجلس الشعب حدث جيد بالنسبة للنسويات اللواتي يطالبن بضرورة حصول النساء على حقوقهن بالتساوي مع الرجال.

لكن نسبة مشاركة السوريات في الأدوار التشريعية الماضية لم تتجاوز الـ 12 بالمائة فقط، علما أن سورية أعلنت انضمامها إلى اتفاقية بكين الصادرة عام 1995 والتي تنص في موادها على إزالة كافة المواد التمييزية ضد المرأة ومساعدة النساء للوصول إلى المشاركة الحقيقية للنساء في كافة مناحي الحياة.


نحن موجودات
نساء ديمستورا وحمائم السلام وغيرها من تسمية أطلقت على سيدات سوريات قررن أن يأخذن مكان اعتبر حكر على الرجال وخاصة في حال النزاعات، فلم يكن من المألوف مشاهدة النساء على طاولات التفاوض والحوار وخاصة في ظروف البلاد التي تشهد نزاعات مسلحة.

اقرأ أيضاً: لماذا يجري ديميستورا تبديلات في المجلس الاستشاري النسائي؟

لكن السوريات استطعن انتزاع هذا الامتياز وفرضن أنفسهن ولو أن نسبة المشاركة أقل من المأمول، كذلك لم يكن من السهل تقبل فكرة وجود جسم نسائي هو المجلس الاستشاري النسائي للمبعوث الخاص بسوريا، ثلاثة عشر سيدة سورية من مختلف الأطياف السياسية اجتمعن من أجل مصلحة سوريا وكان لعملهن أثر جيد في سير المفاوضات.

وهن يعملن اليوم كي ينتقل دورهن من الاستشارة إلى التدخل في المفاوضات السياسية بشكل مباشر وهن يدركن صعوبة هذا الأمر لكن إيمانهن وعملهن من أجل هذا الهدف سيحقق طموحهن.

يتطلب وصول النساء إلى المشاركة السياسية الحقيقة عملاً دؤوباً تتضافر فيه الإرادة في التغيير في السياسات والقوانين والنظرة المجتمعية، وإلا ستبقى هذه المشاركة شكلية لا تتعدى أرقام نظهرها في وجه العالم كي نقول أننا نشرك النساء في كل تفاصيل الحياة.

هذه المادة تأتي ضمن حملة #antiنمطية التي أطلقها راديو سوريات بهدف تغير الصورة النمطية للمرأة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى