مبادرات لدعم الطلاب في السويداء وتراجع في مستوى الدعم بسبب الظروف
مبادرات وجمعيات تختصر نشاطها الخيري في السويداء بسبب الظروف
دعا “حسام” ابن مدينة “السويداء”، عبر حسابه الشخصي في فيسبوك لمساعدة الطلاب بتأمين مستلزمات الدراسة. مع بداية العام الدراسي، بمنشور تحت عنوان “جبر خواطر الطلاب”، ليتحول المنشور إلى ما يشبه الحملة عبر السوشيل ميديا.
سناك سوري-رهان حبيب
ودعا حسام في منشوره التجار لتقديم يد العون للطلاب، سواء بمبادرات فردية أو جماعية. وتأمين المستلزمات الدراسية، لأنه يثق بأن المجتمع عليه أن يتكافل بظل الظروف الحالية. كما قال لـ”سناك سوري”، مضيفاً أن دعوته لاقت تجاوباً جيداً من بعض التجار الذين بادروا لتأمين شراء الكسوة والدفاتر والقرطاسية للطلاب.
للأسف لم يترك الواقع الحالي الكثير من فرص دعم الطلاب كما جرت العادة. خصوصاً بعد رفع سعر المحروقات منتصف آب الفائت. إذ أن جمعية الثعلة الخيرية التي اعتادت تأمين النقل المجاني للطلاب، لن تعود قادرة هذا العام القيام بهذه المهمة.
يقول رئيس الجمعية “جمال الياسين” لـ”سناك سوري”، إنهم مضطرون لاختصار خدمة النقل التي تعودوا تقديمها بالمجان. فهم كانوا يسيرون 5 باصات يومياً للطلاب بكلفة نقل شهرية بلغت العام الفائت 4 مليون ليرة. سترتفع هذا العام إلى 8 مليون ليرة كل شهر وهذا أكبر بكثير من قدرة الجمعية والمانحين.
“الياسين” أخبر سناك سوري أن مجلس إدارة الجمعية قرر تعويض طلاب الصف الحادي عشر والبكالوريا وطلاب المدارس الفندقية والتجارة. كونه لا تتوفر هذه الصفوف في ثانوية القرية وعدد من الطلاب ممن إمكانياتهم لا تسمح وهذا إجراء اضطراري بفعل ارتفاع أسعار المازوت.
جمعية الثعلة الخيرية تختصر من مبادرتها بتأمين مصاريف نقل الطلاب بسبب ارتفاع سعر المحروقات
أمنت الجمعية هذا العام مراويل طلاب الصف الأول. إضافة لقمصان الحلقة الأولى وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 135 طالباً وطالبة. يقول “الياسين”، ويضيف أن الجمعية تقدم احتياجات 71 أسرة، وباتت تحتاج إلى جبر خاطر شأنها شأن الطلاب.
تأمين القرطاسية بالقرى الشرقية
في غضون ذلك، ناقشت قرى الريف الشرقي مثل “المشنف” “الشريحي” “طربا” “بوسان” والمبادرات الأهلية فيها. عملية تأمين القرطاسية والمراويل إلى جانب مشكلة نقل المعلمين من المدينة إلى هذه القرى. وهذه مبادرة بدأت منذ سنوات لضمان وصول المعلمين إلى هذه المناطق وفق “إياد السبع” مدير التجمع التربوي في المنطقة الشرقية.
يقول “السبع”، إن عدد من القرى ستقدم أجور نقل كاملة للمعلمين. بينما اقتصرت مبادرات في قرى مثل “الشريحي” وغيرها. على تأمين نسبة 50 بالمئة من الأجور للتخفيف عن المعلمين المكلفين بهذه المناطق ولضمان استمرار المدارس. وهذا طبعا سيشكل عبء على المعلم وقد يفكر بطلب النقل في هذه الحالة.
في الوقت الذي وجدت به غادة ٥٨ عاماً أن مبادرتها مع مجموعة من صديقاتها لتعليم طالب في كل عام تحتاج لزيادة المبلغ المتفق عليه. فلم تعد مئة ألف تكفي للتنقل ومصاريف الطالب.
تضيف: «منذ خمس سنوات اتفقت مع صديقاتي أن نقوم كل عام برعاية طالب من أسرة محتاجة حتى يتخرج. هذا العام مستمرون طبعا لكن الكلفة باتت أكبر ومنعتنا من رعاية طالب آخر. لأننا ندرس من خلال محيطنا ومعارفنا حالة لنختار الأكثر احتياجاً يبدو أن جبر الخاطر بات مكلفاً جداً ومرهقا هذه الأيام».
أن يتكافل مجتمع لدعم طالب أو عشرة طلاب أو مئات الطلاب كما يحدث اليوم في السويداء عمل عظيم. لكن ليس من الصحي لأي مجتمع أن يتحول كل طلابه أو نسبة ٩٩ فاصلة أي رقم إلى فقراء ومحتاجين لمستلزمات الدراسة. وهذا ما يعتبر مؤشرات خطيرة لا بد من معالجتها بحلول تنموية اقتصادية يبدو أنها بعيدة المنال.