ماعلاقة الطلاق بجسد المرأة؟
وسائل التواصل الاجتماعي تعزز النظرة السائدة بالمجتمع عن المرأة
سناك سوري – لينا ديوب
نشرت صفحات الفيس بوك قبل أيام خبراً عن تأسيس جمعية لتعدد الزوجات، تبعها خبر آخر متعلق بإنشاء الجمعية وهو عن ورشات تدريبية للنساء لتدريبهن على كيفية التعامل مع الزوج الذي يطلب التعدد.
بعد أيام قليلة نشرت صفحة أخرى تعد مصدراً لمعلومات طبية صحيحة لمتابعيها، تقريراً يقول إن فترتي الإباضة والطمث يؤثران على مزاجية النساء، فيزداد الوفاق في مرحلة الإباضة، ويزداد الطلاق بمرحلة الطمث.
فتح كل من الخبر والتقرير المجال واسعاً لتعليقات تظهر مواقف متعددة من المرأة، غلب عليها الطابع التمييزي، وتتالت التعليقات المهينة والتحريضية، والتي يمكن القول عنها أنها عنف قائم على النوع الاجتماعي مقنّع لأنه جاء على الانترنت على أنه نشاط عابر وبلا هدف، لكنه في واقع الأمر يعزز الصور النمطية لأدوار النساء المرتبطة بأجسادهن.
اقرأ أيضاً: أنباء عن افتتاح جمعية تعدد الزوجات في أعزاز!
لا يقتصر أمر العنف على التعليقات على هذين الخبرين، بل يمتد ليشمل الكثير من النكات والصور والحوادث المنشورة على صفحات الفيس بوك، لكن من غير المقبول لصفحة طبية تقدم للمتابعين معلومات موثوقة، أن تخبرهم بأن معظم حالات المشاكل والطلاق تحدث بسبب التوتر والتغير بمزاج النساء الذي يصيبهن قبل الدورة الشهرية.
إنه انحياز ضد النساء، بعد كل الوصمة الي تتعرض لها النساء في مجتمعنا بسبب الطلاق والمشاكل التي يسببها لها والآثار السلبية للطلاق بسبب غياب الحماية القانونية، تأتي صفحة طبية وتربط الطلاق بالمزاجية المرتبطة بالهرمونات متناسية أي سبب آخر، وكأن هذه الصفحة الموثوقة تتهم النساء بتفكيك الأسرة.
صحيح أن هناك تعليقات أدانت تشكيل جمعية لتعدد الزوجات، وطالبت بالتمسك بالكرامة الإنسانية للمرأة وبمكانتها ودورها بالمجتمع بعيداً عن ربطها بدور الإنجاب وإمتاع الرجل، وتعليقات رفضت إرجاع سبب الطلاق لمرحلة صعبة تعيشها النساء كل شهر يتخللها أوجاع جسدية، وتعليقات قالت إن أسباب الطلاق مختلفة وواسعة، لكن التمييز والعنف الذي نعيشه بالعالم المادي الواقعي، ينتقل إلى الانترنت وينتشر بطريقة غير مباشرة لأنه يعرض على أنه غير مقصود لكنه يعزز النظرة السائدة في المجتمع ، وكأن ما يحقق من تقدم عبر الصفحات المناهضة للعنف القائم على النوع، تأتي هذه الأخبار والتعليقات عليها، لتخفف من تأثيرها.
إن القوانين التي تنظم النشر على الإنترنت يجب أن تنتبه إلى هذا الجانب ولا يكفي إدانة التحرش والعنف ضد المرأة، بل لابد من تعقب هذا الشكل من العنف، وإلا تبقى الاستفادة من شبكات التواصل خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف.
اقرأ أيضاً: لا تكفي إدانة العنف ضد النساء.. ماذا عن جذوره بالاجتهادات التمييزية؟