الرئيسيةرأي وتحليل

ماذا يمتلك اليوتيوبر يوسف قباني ولا نمتلكه نحن الصحفيين؟

إن كان مدير شام إف إم يفكر بإغلاقها وافتتاح "بسطة جرابات".. ماذا يقول باقي الصحفيين؟

بعيداً عن كم الانتهاكات والإساءات التي عرضها فيديو اليوتيوبر السوري “يوسف قباني”، حول حاجة الناس في “دمشق”، فإن أول فكرة ستتملك أي صحفي، هي كيف نجح اليوتيوبر الذي وزع الأموال في العاصمة على الملأ، بالحصول على الموافقات اللازمة للتصوير بهذه الأريحية؟.

سناك سوري-رحاب تامر

تلك الفكرة لم تغب حتى عن مدير إذاعة شام إف إم، “سامر يوسف”، والذي عرض معاناتهم مع طلبات التصوير والتي غالبا ما يأتي الرد عليها “مع التريث”، وتابع: «بينما لايتريثوا في منح موافقات تصوير تظهر الشعب السوري شحاد»، ووصل إلى نتيجة مفادها «إنك تسكر وتروح تفتح بسطة جرابات أشرف إلك».

أن يخرج مثل هذا الكلام عن مدير وسيلة إعلامية، تتماشى مع الحكومة وتعتبر مقربة منها، فإنما يدل على مدى استهزاء الجهات المختصة بالإعلام المحلي، وفقدان الثقة به، لدرجة أن تسمح ليوتيوبر بالتصوير كيفما يشاء ودون ضوابط، في الوقت الذي تفرض قيودها على الكلمة والتغطية الإعلامية.

مقالات ذات صلة

في الدقيقة الـ6 و50 ثانية في الفيديو المثير للجدل، يبدو تدخل الجهات المختصة واضحاً، حيث يقترب شخص ويسأل اليوتيوبر وحارسيه الشخصيان ماذا يفعلون، ثم يتوقف الفيديو قليلاً عن البث “لأسباب خاصة” كما ذكر اليوتيوبر، ويستأنف نشاطه مجدداً.

فكيف أقنع اليوتيوبر السوري الجهات المختصة باستمرار عمليات تصويره، وماذا أخبرهم، أم أنه كان يمتلك موافقة تصوير في الشارع مثلاً؟.

لماذا يخشى الناس عبر السوشل ميديا الحديث عن واقع معيشتهم المزري، راضخين لتهمة “وهن عزيمة الأمة”، بينما جال “يوسف قباني” بكل حرية في شوارع “دمشق” يعرض فقرائها وأحدهم يحاول النزول لتقبيل قدمه، هل ينقص هذا الشعب المزيد من “الآلهة الأشخاص” مثلا؟!.

لماذا عليّ وأنا أكتب هذه المادة أن أخشى ردود الفعل عليها، بينما يجلس اليوتيوبر “يوسف قباني” في منزله اليوم “ببريطانيا” دون أن يخشى من أن تطرق بابه “الجهات المختصة هناك” بتهمة “وهن عزيمة الأمة”.

باختصار، ماذا يمتلك اليوتيوبر “يوسف قباني”، ولا نمتلكه نحن الصحفيون السوريون في هذا الداخل الحزين، سؤال أقوله وعيني على “زيه الديني” و”كومة النقود” في يده التي راح يوزعها هنا وهناك.

اقرأ أيضاً: يوتيوبر سوري يُتهم بإذلال الناس بحثا عن الشهرة

زر الذهاب إلى الأعلى