ليلة جديدة في الخيم.. هل تحولنا إلى نازحين في مدننا؟
صوت الجموع يعلو فوق صوت العلم.. ماذا لو نطقت الجموع بما يجب أن تتحدث؟

بين صوت العلم وصوت الجموع، بدا الأخير أقوى وأكثر بؤساً، فقضينا ليلتنا جميعنا أو بأدق معظمنا، في خيم متهالكة، لا تستر برداً. ولا تمنع خوفاً، ربما من الجيد أن نعيش هذه اللحظات لندرك مدى المأساة التي يعيشها النازحون في خيم مشابهة منذ عدة سنوات. عسى أن نصرخ “آن لهذا الكابوس أن ينتهي”.
سناك سوري-رحاب تامر
إلى جانب “قن الدجاجات” بتنا ليلتنا أمس، في الحقيقة هي مقارنة ظالمة للدجاجات وحتى الديكة، التي لا تمتلك في هذه الحياة، أكثر من منقار يلتقط الطعام. ومؤخرة تخرج الفضلات، عموماً انتصر صوت الخوف، لسنا صامدين كما يقول المسؤولون عنا. أو ربما هو الصمود المجتزأ مرة ينجح وأخرى يفشل، وعلى الأرجح أننا مهزومون لكنهم يكابرون!.
بينما عجزت عن إقناع محيطي بتركي وأولادي وشأننا لنصعد إلى منزلنا حيث الدفء، وعجزت أن أترك “صيصاني” الصغار لوحدهم دوني. رضخت لمشيئة الجموع، مرة أخرى أنا امرأة، هل لو كنت رجلاً لتمكنت من التأثير وتنفيذ رغبتي؟، فماذا عمن يعتقدون أنهم يمتلكون ضعف عقول النساء ويتسيدون اللحظة والحياة، أين كانت رجاحة تفكيرهم بينما نبيت ليلتنا “الشباطية” في الخارج؟.
أحادث صديقاً مختصاً بعلم الزلزال، أسأله، هل حقاً خوفنا مبرر؟، ساعدني كي نطمئنهم، ليخبرني، أنه مثلي رضخ لمشيئة عائلته. وها هو يبيت ليلته في خيمة أمام منزله، ويقول لي: “دعيهم يتصرفون كما يحلو لهم”.
ها أنا أخطئ من جديد، لا تأثير حتى لسلطة الذكورة أمام سلطة الجموع، هائلة مؤثرة كبيرة، لكنها غير موجهة بطريقة صحيحة.
تعالوا نتخيل ماذا لو أن سلطة الجموع قالت كلمتها تلك، كفى حرباً، كفى ظلماً، هل تدركون حجم ما يمكن أن تفعله؟.
اقرأ أيضاً: صوت مبحوح للبيع! – رحاب تامر