ثلاثة مشافي بمشفى واحد… والمنطقة الشرقية بكاملها بدون جهاز رنين مغناطيسي
سناك سوري – فاروق المضحي
اضطر “علي الخلف” من سكان “حي الجورة” في مدينة “دير الزور” للسفر مع زوجته المريضة إلى مدينة “دمشق” لإجراء صورة طبقي محوري طلبها لها الأطباء كون الجهاز غير متوفر في أي مكان بالمحافظة، متحملاً بذلك عناء السفر والمصاريف المادية الإضافية من توفير مكان للإقامة والمواصلات.
يضيف “الخلف” خلال حديثه مع سناك سوري: «لست الوحيد من أبناء المحافظة الذي يضطر للذهاب إلى “دمشق” للعلاج بل هناك الكثيرين مثلي في ظل نقص التجهيزات الطبية والأطباء في المحافظة».
عدد كبير من أطباء المحافظة يسكنون في المحافظات الأخرى ولم يعودوا حتى اليوم ما سبب نقصاً كبيراً في الاختصاصات الطبية فيها والسبب يعود حسب رأي الطبيب “توفيق مهجع” أخصائي أنف أذن حنجرة والمقيم في “دمشق” إلى «عدم توفر السكن والعيادة التي دمرت خلال سنوات الحرب وعندما تكون جاهزة سأعود فوراً إلى مدينتي لخدمة أبنائها».
مشافي المحافظة شهدت خلال سنوات الحرب الكثير من الدمار ولم يبقَ اليوم سوى مشفى واحد عامل وهو مشفى “الأسد” الذي تحول لثلاثة مشافي حسب قول مديره الدكتور “مأمون حيزة” في حديثه مع سناك سوري، يضيف: «مع فك الحصار وعودة بعض الأطباء تم افتتاح المشفى الوطني في طابق ضمن مبنى مشفى “الأسد” إضافة إلى طابق خاص بمشفى “الأطفال والتوليد” لتكون هذه المشافي الثلاثة في خدمة المحافظة كاملة وهي تعاني من نقص في كل المستلزمات التي من شأنها نجاح العمل الطبي».
اقرأ أيضاً: أهالي “دير الزور” من حصار “داعش” إلى حصار الأمراض!
85 طبيب فقط في المحافظة وعودة خجولة للأطباء
بعد أن عادت المدينة إلى سيطرة الحكومة السورية بدأ الأطباء بالعودة وممارسة عملهم وهم يغطون معظم الاختصاصات في المدينة فيما لا تزال عودتهم إلى الريف خجولة ولا تغطي احتياجات المواطنين، وبحسب آخر احصائيات مديرية الصحة فإن 85 طبيب وطبيبة من معظم الاختصاصات يغطون محافظة “دير الزور”، وهنا يوضح “حيزة” أن «عودة الأطباء من دمشق إلى “دير الزور” لا تغطي كافة الاختصاصات، وأن سبب عدم عودة الكثيرين منهم هو تعرض منازلهم وعياداتهم إلى الدمار والتخريب إضافة إلى السبب الأقوى برأيي و هو عدم وجود مشافي خاصة في “دير الزور” للعمل بها».
لا رنين ولا طبقي محوري في “دير الزور” والمنطقة الشرقية بدون جهاز رنين مغناطيسي
وعن نقص الأجهزة الطبية يقول الدكتور “مأمون”: «إلى اليوم لا يوجد جهاز رنين مغناطيسي في المنطقة الشرقية وليس فقط في “دير الزور” إضافة إلى عدم وجود جهاز طبقي محوري في “دير الزور” وتوفرها حاجة ملحة لعلاج المرضى».
نقص الأطباء المقيمين والحل عالطريق
نقص كبير في الكادر الطبي يتحدث عنه مدير المشفى فيقول: «لدينا الوقت الحالي أطباء مقيمين من اختصاصات أذنية وفكية وعينية وهم يقدمون خدماتهم في قسم الإسعاف، وقد تم التواصل مع وزارة الصحة لحل المشكلة و إبلاغ كافة الأطباء ممن حددوا مراكز عملهم في “دمشق” لإنهاء التحديد والعودة إلى “دير الزور” وهذا قد يساعد في حل المشكلة إضافة أن الوزارة بدأت بالعمل وفق خطة جديدة وهي إرسال أربع أطباء مقيمين يتم فرزهم إلى المحافظة كل شهرين باختصاصات مختلفة على مدار العام القادم».
اختصاصات مفقودة والدواء متوفر …
ويتابع مدير المشفى: «إن المحافظة تعاني كما مشفى “الأسد” من عدم وجود أطباء اختصاص “جراحة عصبية وأوعية دموية” وقلة باختصاص الجراحة العامة، في حين تتوفر لدينا معظم الأدوية وليس هناك نقص في أنواع معينة ولكن في بعض الأحيان ينقطع الدواء من الشركة والأدوية البديلة تكون متوفرة وتعطى حسب تعليمات الطبيب وفي أحيان أخرى يكون إصرار الطبيب نفسه على صرف نوع معين من الدواء وعدم الرضى بالبديل غير المتوفر».
الريف بلا مشافي ..
خلال سنوات الحرب تعرضت البنية للقطاع الصحي في “ريف دير الزور” إلى أعمال التخريب حيث دمرت وتخربت كافة المشافي والمراكز الصحية، لكن مديرية الصحة تمكنت خلال الفترة الماضية من افتتاح مراكز صحية تغطي كافة أنحاء ريف المحافظة وتبقى مشكلة وجود مشفى إلى اليوم قائمة لعدم توفر الإمكانيات حسب مدير الصحة الدكتور “بشار الشعيبي” الذي قال في تصريح سابق لـ سناك سوري : «أن المديرية تعمل وبالتنسيق مع الوزارة على إعادة تأهيل وصيانة مشفى في مدينة “البوكمال” و مشفى في مدينة “الميادين” وفي حال عودتها للعمل ستحل مشكلة تنقل الأهالي إلى المدينة لتلقي العلاج».
مواطنو المحافظة الذين عادوا إليها بناء على دعوات ووعود الحكومة بتأمين الخدمات اللازمة يأملون الإسراع في تأمين الحد الأدنى منها لناحية تأمين الأجهزة الطبية اللازمة لتخفيف عبء علاج آلامهم، فهل من مستجيب؟
اقرأ أيضاً:دير الزور.. صحة المواطن تنتظر وعود الصحة!