
عالذمة أنت كمواطن سوري بتفضل سيلفي مع بيدون مازوت أو جرة غاز أو مع شي مسؤول؟!
سناك سوري-رحاب تامر
يقول لي أصدقاء ممن هاجروا إلى “هولندا” عقب بدء الحرب السورية إنهم سعيدون جداً بحياتهم الجديدة بعيداً عن أزمات الغاز والكهرباء وحليب الأطفال التي نكابدها هنا في هذه البلاد في الوقت الذي تنحسر فيه الحرب، يقولون لي أيضاً إنهم يكونون أكثر سعادة حين يلتقون رئيس حكومة “هولندا” “مارك روتيه” وسط الشارع بينما يقود دراجته الهوائية للوصول إلى مقر عمله كل صباح.
رئيس أعلى سلطة تنفيذية في “هولندا” لن يمانع رغبة بعض الأشخاص التقاط صورة سيلفي معه في الشارع كما في الصورة الرئيسية، هو ذاته انحنى مرة نحو الأرض لمسح كوب قهوة وقع منه من غير قصد رافضاً أن تقوم عاملات النظافة بأمر تسبب به هو، انطلاقاً من كونه قدوة في مجتمعه.
حسناً إذاً، في الحقيقة نحن كمواطنون سوريون لا يعنينا التقاط السيلفي مع رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر، إلا في بعض الحالات النادرة جداً، وربما فيميه سيارة فخامته قد لا تمكننا من التقاط هذا السيلفي، نحن يعنينا التقاط سيلفي مع جرة غاز طال انتظارنا لها في الطوابير، أو مع حبيب القلب بيدون المازوت، أو مع السيدة نادرة كهرباء، أو مع وجع أطفالنا المتمثل بعلبة حليب.
يعنينا أيضاً التقاط سيلفي بعد النجاح بالحصول على مقعد أو جزء منه في أحد الباصات، يعنينا أيضاً التقاط سيلفي مع الراتب الفقير قبل أن يطير مرة واحدة، وسيلفي أخرى مع لافتة “أنا أحب…” كل بحسب محافظته، وربما سيلفي أخرى مع كيلو بصل أخضر…الخ.
في الحقيقة نحن في “سوريا” تعنينا الكثير من الأشياء التي نحتفل بها وبقدومها إلينا، بعيداً عن رئيس الحكومة الذي قد لا يتواجد يوم غد في كرسيه، نحن لسنا هولنديون، ولا رئيس حكومتنا كرئيس حكومة “هولندا”، نحن باختصار شعب الأزمات الذي ربما وفي يوم ما يتمكن من التقاط سيلفي مع الفاضلة “كرامة“.
اقرأ أيضاً: حملة “أشتكي”.. أنا “أشتكي” على الحكومة “قشة لفة”!