الرئيسيةفن

كيف قدمت الدراما شخصية الصحفي السوري؟

جريء وفقير.. الصحفي في الدراما لا يختلف عن الصحفي في الواقع

لم تغفل الدراما السورية من تصوير كافة الشخصيات التي من الممكن مصادفتها والتعامل معها في مختلف المجالات. ومن بين تلك الشخصيات أتت شخصية الصحفي والتي ربما لم توجد لتكون المحور الأساسي للعمل الدرامي إلا أنها تواجدت بصورتها الحقيقية وأظهرت الصعوبات التي تعترض عمل هذه الفئة من السوريين.

سناك سوري _ خاص

وفي جولة على بعض الأعمال الدرامية، رصد سناك سوري بعض النماذج التي جسدت شخصية الصحفي بنواحي عديدة.

بداية مع “ميشيل” في مسلسل “ليس سراباً”، والذي أدى دوره الفنان “سلوم حداد”. فكنا مع ذاك الصحفي المؤمن بأن للصحافة رسالة، في كشف علل المجتمع من خلال محاولاته المتكررة في طرح المواضيع الكفيلة بإظهار تلك الحقائق. ليعيش في نزاع شخصي سببه عمله، بعد رفض والد زوجته له بسبب قيامه بكشف فساده.

كحالة “سلافة معمار” في عمل “فسحة سماوية”، والتي عُرِفَت باسم “شمس”، إلا أن صدامها لم يكن مع أعراف أو تقاليد مجتمعية. بل مع مديرها الذي اختار السلام بكل شيء بدلاً من البحث عن حلول للمشاكل التي تحاول طرحها طوال الوقت بحكم إيمانها بأن الجرأة هي محور شخصية أي صحفي.

اقرأ أيضاً: استخدام اللهجات المحلية في الدراما السورية.. نجاح رغم الانتقادات

وبدرجة موازية للمفاهيم العملية لهذه المهنة، جسدت “علا باشا” خلال “دومينو” الصحفية “مها”. بمهنيتها العالية وقوة شخصيتها مثالاً حياً للصحفي الراغب بمواجهة الشر والقوى الداعمة له. وبذل كل مابوسعها لقول الحق مهما كثرت محاولات دفنه.

لنذكر أيضاً “وائل” أي الفنان “بسام كوسا” في مسلسل “الانتظار”، الصحفي الذي لم تطعمه مهنته “الخبز”. واضطر إلى نقل حياته وعائلته إلى أحد الأحياء الشعبية، وتعرضهم كأسرة لظروف لم يعتادوا عليها وسببت خلافات مابينه وبينهم.

أما “ديمة الجندي” في “دنيا” التي لعبت شخصية “مي” الصحفية الطموحة الساعية دوماً للبحث عن كل ماهو مخفي. ويمكن أن يحقق لها شيئاً من طموحاتها العملية لكشف الحقائق.

وماذا عن “قصي خولي” في مسلسل “قانون ولكن”، فقد كان الصحفي السيء الحظ، الذي مشي مع رغبة رئيس تحرير نهاية الأمر. وتنفيذ رغبته بأن القارئ يحب القصص المثيرة و الأكشن، فبدأ بكتابة قصص الجرائم والاستعانة بصور عائلته وتغطية عيونهم، والقول أنهم المجرمين.

هناك الكثير من الأمثلة التي ظهرت لنا خلال الأعمال الدرامية السورية في هذا السياق، ولكن لم تكن كفيلة بغالبيتها من إعطاء حق الصحفي. وإمكانيته من نيل حقوقه ووضعه الاجتماعي المناسب له، كونه بمثابة مرآة للمجتمع الموجود فيه. وربما في هذا عكس حقيقي لشخصية الصحفي في الواقع.

وكان التركيز على تلخيص مهمته الأساسية وإيضاح الأفكار التي يحارب من أجلها، إضافة لما يتمتع به من صفات شخصية منها ماجاء معه بفطرته. ومنها ما اكتسبه خلال مزاولته لمهنته، وكمية الجرأة التي يجب أن يتمتع بها ليثبت حضوره بمجتمعه ويوصل رسالته بشكلها الصحيح، بعيداً عن ظروفه المادية والعملية.

اقرأ أيضاً:لم يدرسوا الفن أكاديمياً.. الصدفة خلقت نجوماً بالدراما السورية

زر الذهاب إلى الأعلى