رغم مرور أكثر من 60 عاماً على عرض شخصية “غوار الطوشة” لأول مرة في التلفزيون. إلا أنها ماتزال حاضرة في عقول غالبية السوريين من أجيال متعددة. وتقفز تلك الشخصية للذاكرة بمجرد رؤية طربوش أو قبقاب أو حتى حارة شامية.
سناك سوري _ دمشق
ظهر “غوار” الذي أدى شخصيته الفنان “دريد لحام”. لأول مرة عام 1960 في إحدى السهرات التلفزيونية “سهرة دمشق”، لتبدأ مسيرته خلال بعض البرامج اللبنانية. ومن ثم ظهوره ضمن “مقالب غوار” مع شخصية “حسني البورظان” التي قدمها الراحل “نهاد قلعي”.
يقول “لحام” خلال لقاء مع موقع “المجلة” أنه حاول البحث عن شخصية جديدة. بعد فشل شخصيته عازف الغيتار الاسباني كارلوس والتي لم يتقبلها الجمهور وقتها.
اقرأ أيضاً:ماذا يفعل غوار الطوشة في باب الحارة ؟
وبحث عن شخصية تكون أقرب للواقع حينها، كما قال “لحام” وأضاف أنه استعان لإكمال “غوار” بالملابس الشعبية الرائجة بحارات “دمشق”. سواء الطربوش، والقبقاب و السروال الفضفاض. حتى أن الاسم جاء تيمناً بحارس باب التلفزيون السوري حينها. رجل جولاني الأصل و يسمى “غوار الجدعان”.
شهدت شخصية “غوار” الانطلاقة الفعلية للتلفزيون السوري وما تبعه من شهرة، وقدّم أعمالاً كثيرة كان بطلها منها “حمام الهنا”. و”صح النوم”.
ونظراً للشعبية التي حققها بالدول العربية، وحسب ما قال “لحام” أنه تم وضع اسم “غوار” بعناوين الأفلام السينمائية. حتى لو لم يكن مشاركاً بها، لضمان شرائها وسهولة توزيعها عربياً.
“غوار” شخصية تنطق باللهجة الشامية، دفعته الشهرة ليتكلم بلهجات أخرى مثل الخليجية، العراقية، اللبنانية، التونسية. خلال ظهوره في مسلسل “وادي المسك” تماشياً مع السوق العربية.
اقرأ أيضاً:دريد لحام يكشف سر غوار .. وسبب اعتذاره عن الكندوش
لم تكن “غوار” شخصية مركبة، بل كان بسيطاً غير متكلف بردات فعله وكلامه، وتمكن من إضحاك الكثيرين. وإقناعهم بما يريده بكل سهولة.
وبعد سلسلة أعمال كان بطلها، اختتم مسيرته عام 1998 خلال مسلسل “عودة غوار”، ليتخلى “لحام” عن الشخصية نتيجة تقدمه بالعمر. وبحثه عن أدوار أكثر جدية تناسب الزمن والأحداث الجديدة. وليحافظ عليه بذاكرة المشاهدين كما أحبه جمهوره بنفس المواصفات. وفق ما قاله بذات اللقاء.
اقرأ أيضاً:من غوار الطوشة إلى الحكيم.. دريد لحام يعود إلى السينما بفيلم جديد
لطالما تركت الشخصيات الدرامية القريبة من الناس، أثراً بعد عرضها ومحاولة المتابعين التشبه بها، بالشكل غالباً. ويظهر ذلك جلياً لليوم وإن قلّت المدة الزمنية في الحديث عنها كما السابق نظراً لكثرتها.
فبعد “غوار الطوشة” و”فطوم حيص بيص”، “أبو عنتر” من هي الشخصيات الأكثر حضوراً في أذهانكم لليوم؟