كيف استطاعت داليدا إسكات جميع ركاب السرفيس؟
فوبيا التصريحات.. دامت الفرحة عامرة في "سرافيسنا"
حالفني الحظ السعيد للمرة الأولى هذا اليوم، وتمكنت من إيجاد مقعد فارغ في أحد السرافيس لأصل دون تأخير كما جرت العادة بالآونة الأخيرة. ولأكتشف خلال هذه الرحلة فوبيا جديدة نعاني منها نحن مواطنو الدرجة “يلي مدري قدي رقمها بهالبلد”.
سناك ساخر – فوبيا تصريحات
سبق وتم الحديث أن شركة “تويوتا” صممت الميكرو باص باستطاعة 14 راكباً، إلا أننا وفي السنوات الأخيرة غلبنا ذاك العقل، وبات يستوعب 25 راكباً (بدهن يانا نحب بعض ونضل مدحوشين وبالحضن طول الطريق).
سارت الرحلة المعهودة، وبدأ السائق يغير النمط المعتاد وعوضاً عن الحفل الراقص الصادر من مسجلة السرفيس، أشغل الراديو وليته لم يفعلها.
“عزيزي الثور” اليوم ستعاني من اضطراب وتأجيل مواعيد وصرف مال زائد على أمور طارئة لم تكن بالحسبان، هذا ماسمعته بالإذاعة الأولى ولسوء الحظ كان برجي. (من باب المونة بتشيل عالمة الفلك كلمة برج وبتدجها دج، ومانها صادقة لأني لقيت مقعد مارح اتأخر وبالنسبة للمال نسيانتو).
وكأن السائق من ذات البرج ولم ينل رضاه ماسمع أيضاً، فقلبها وإذ بصوت أجش يطلق تصريح حول أزمة الكهرباء وبوادر رفع ساعات التقنين، وإذ بمسنة تصيح: (قلبها قلبها الله لايبشروا بالخير).
اقرأ أيضاً: بسرفيس الدائري.. انكبسنا مخلل وما ضل أوكسجين
وهاهي إحدى الإذاعات في برنامج صباحي حول بعض الأزمات اليومية، تستقبل اتصالات ورسائل يبين الناس رأيهم فيها حول موضوع “أزمة المحروقات”. وكيف يتعاملون معها وماهي البدائل والأسعار في مناطقهم، ليعم صمت مخيف فالكل يملك جواباً على الأغلب لا يمكن أن يوديه للمنزل على قدميه.(خلص خلونا بالسرفيس مدفايين بعض).
“علينا التحلي بالصبر ومواجهة أعدائنا بالعقل”، انطلق ذاك التصريح من الإذاعة الجديدة، (استغفر الله العلي العظيم) بتلك العبارة صاح من يجلس بجانبي متابعاً: (الله يجملها بالستر ونوصل بخير وسلامة ممكن تقلب عن هالإذاعة).
“الأسعار على حالها والسبب في ارتفاعها هو جشع بعض التجار المتحكمين بالأسواق، وأن ما يحصل من فوضى تلاحقه دوريات التموين بشكل متواصل ولن نسمح لأحد بالتلاعب بقوت المواطن، ويمكنكم الشكوى على الأرقام التالية”. هنا قام السائق من تلقاء نفسه بقلب القناة، بسبب صوت الضحك الذي تلا ماسمعناه من كلام. (الله يديم الفرحة بسرافيسنا).
ليقترح الشاب الذي يجلس بجانبه أن يشعل الأغاني عوضاً عن الراديو، وفعلاً بكبسة زر كانت النهاية عندما بدأت “داليدا” بالغناء، (أملي دايما كان يا بلدي، إني أرجع لك يا بلدي، وأفضل دايما جنبك على طول، ذكريات كل اللي فات فاكرة يا بلدي، قلبي مليان بحكايات، فاكرة يا بلدي، كلمة حلوة وكلمتين حلوة يابلدي).
وقبل أن يسود الهدوء التام في السرفيس على وقع أنغام “حلوة يا بلدي”، صاحت فتاة محشورة بجانبي، “الله يرحمها غنت هالغنية وانتحرت”.