الرئيسيةسناك كورونايوميات مواطن

كورونا .. في البيت أراقب العطسة – يوسف شرقاوي

“في البيت أجلس”، درويش، أثر الفراشة، العطسة، وكورونا!

سناك سوري – يوسف شرقاوي

يُبدي روّاد مواقع التواصل الاجتماعي استياءهم من الحجر المنزلي، مستعينين بقصيدة الشاعر “محمود درويش”، المُعنونة بـ “يوم الأحد”، وقد وجدوا فيها تعبيراً صادقاً عن حالتهم الشعرية، إذ يقول “درويش” في مطلع القصيدة: في البيت أجلس، لا حزيناً لا سعيداً… لا أنا، أو لا أَحَد! ، وبعد المقطع القائل:«اليوم عطلتُنا عن الذكرى… وعطلةُ كلّ شيء… إنه يوم الأحدْ»، لكنهم يستبدلون الجملة الأخيرة بـ “إنه يوم الكورونا”، أما الأمّهات، فلا بدّ أنّ فرحةً دخلت قلوبهنّ عند رؤية مقطع: “يومٌ نرتّب فيه مطبخَنا وغرفةَ نومنا كلٌّ على حدى، بعد أن كان الأمس يومهنّ، فالسطوة ما تزال موجودة إذن، وحملات “التعزيل” تسير على قدمٍ وساق، كما تؤكّد الصبايا على “الفيس بوك”، بعد (شطف البيت بالديتول).إحدى المعالجات الساخرة لقصيدة درويش على فيس بوك

“في البيت أجلس”، وأفكّر بنظريّة “أثر الفراشة” التي كتب عنها “درويش” كتاباً كان آخر ما نُشِر له يحمل عنوانها،
يمكن تلخيص هذه النظرية بجملةٍ بسيطة تقول:«رفرفة جناح فراشة في “الصين”، يمكن أن يسبب إعصاراً في “أمريكا”»، أي إنّ ضغط جناح الفراشة، يمكن أن يكون عاملاً ضمن جملة تأثيرات تؤدي إلى الإعصار، ومن خلال هذه النظرية، أرجع إلى “عطسة” موظّف أودَت بحياته.

اقرأ أيضاً:سوريا فريق طبي تطوعي ينشط للتوعية علمياً حول كورونا

في إحدى قصص الكاتب الروسي “أنطون تشيخوف”، مُعنونة بـ: “موت موظف”… يعطس الموظف “إيفان تشرفياكوف” فيبلّل الجنرال “بريزجالوف”، ويؤكّد تشيخوف أنّ العطس ليس محظوراً على أحد في أي مكان، إذ يعطس الفلاحون، ورجال الشرطة، بل وحتى أحياناً المستشارون السريون، لكنّ “تشرفياكوف”، يعذّبه ضميره، ويُصارع من أجل أن يعتذر للجنرال، على مدى يومين متتاليين، فيطرده الأخير من بيته، وحين يصل الموظف إلى البيت، يموت!

أذهب في خيالي بعيداً، بعد الإجراءات التي تمّ اتخاذها في “دمشق” بالأمس، من إغلاقٍ للأسواق والأنشطة التجارية والثقافية والاجتماعية، ورؤيتي اليوم للموظّفين في طوابير لقبض رواتبهم التقاعدية من المصارف العقارية، “إنه يوم الإثنين”، فهل نراهم ونطمئنّ على نهارهم ونبتعد؟

أعود بذاكرتي أخيراً إلى لوحة “فان غوخ” (دوار الشمس) التي دخلت قسم الحجر الصحي التابع للمتحف الياباني، وفقاً لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، فيمثل أمامي الحجر الصحي عندنا، ويختم “درويش” المشهد في مقارنةٍ غريبة:
“بَيْن بين ولا أبالي إن علمتُ بأنني حقاً أنا، أو لا أحد!”

اقرأ أيضاً:وكالة روسية: 3 إصابات كورونا شمال سوريا.. والصحة تضع خطة 6 أشهر

لوحة “دوار الشمس” لفان غوخ، في الحجر الصحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى