بينما كنت أتباهى بكهرباء اللاذقية أم “ساعة ونص كل 4 ساعات ونص” صباح البارحة السبت. وأشيد بمزايا الحصول على كأس ماء بارد، وأشكر الحكومة في سرّي كأي مواطنة صالحة. “إجاني الكف على غفلة”، وقضم التقنين نصف ساعة من كهربائي “المسكينة” في قريتي بريف اللاذقية.
سناك سوري-كهربا عالريحة
استغربت هذا التحوّل المفاجئ، خصوصاً أنه لا يوجد أي تريند تحت عنوان “خروج محطة كذا عن الخدمة”. فقررت سؤال أصدقائي في عدة محافظات عن الأمر، “بلك شي عام إلو علاقة بالتوريدات”.
أتاني جواب صديقتي بريف دمشق، حيث لا تغيير كذلك الحال في حمص, وحدها صديقتي في مصياف أخبرتني أن الكهرباء باتت 10 دقايق عوضاً عن ساعة أو ساعة ونصف. خشيت على كهربائي “كهرباء اللاذقية يعني” من العين ولم أخبرها بأني مازلت أحظى بساعة كاملة من الكهرباء.
تذكرت أن غداً الإثنين هو موعد الانتخابات، وقد جرت العادة بتحسن وضع الكهربا شوي قبلها. أو على الأقل هذا ما تخبرني به ذاكرتي العجوز عن انتخابات 2020. إذاً “شو صار؟”.
ساعة من الكهرباء خربطت حساباتي كلها، للشحن والتبريد وتشغيل الغسالة. مجدداً أعبّر عن كرهي الشديد للمتغيرات، أمام صديقي المقيم في أوروبا الذي أرسل لي مصادفة رسالة “كيفك”. ليرد عليي باتهامات ضمنية “بالتخلف والتحجر”، ويخبرني أننا “شعوب بلدان العالم الثالث” بعقول متحجرة “لهيك رح نضل مساكين ومنستاهل”.
لا أجد الوقت الكافي لمقارعة زميلي الابن الحديث لبلدان العالم “الأول”، فالحياة في دول العالم الثالث تفرض المزيد من الركض على الشعوب الكارهة للتغيير. كذلك لا أجد الوقت الكافي لأخبره بأن التغيير لدينا سقفه “انخفاض قيمة الليرة، وقضم نص ساعة كهربا” وهيك أمثلة يعني.
وكوني ابنة اللاذقية التي “ضُربت بحجر” محطة الرستين، لا يسعني سوى استعارة أغنية فيروز وتحويرها لتصبح “من قلبي سلام لمحطة الرستين”.