كلمات أغنية دراويش التي تشبهنا إلى حد بعيد
الفرق الوحيد إنو بالغنية برم الدولاب وحياتنا دولابها واقف.. بتتذكروا الغنية؟
بدأتُ يومي بأغنية، لتكون كمنبه أسقطَ في ذهني آلاف الصور من شوارع بلدي، “دراويش” والتي غناها “دريد لحام”، “ناجي جبر”، و”حسام تحسين بيك”. في مسلسل “عودة غوار”، فإلى أي حد تشبه كلماتها حالتنا الآن؟.
سناك سوري – خاص
“مدري مشينا بعكس الدنيا، مدري كبارها بتاكل صغارها”، استوقفني هذا المقطع حاضراً أمامي، تلك الأم التي صادفتها في إحدى الصيدليات. تحمل بيدها الوصفة الطبية لطفلها التي بلغت 45 ألف ليرة سورية، لتعتذر بعدها وتخرج، إلا أن الصيدلانية وللأمانة لم تقبل وأعطتها ما تحتاجه على دفعات براحتها.
اقرأ أيضاً:الحياة الكريمة.. مابين شائعة وفاتها وتواجدها خارج سوريا
فكان موقف الصيدلانية تجسيداً للجملة الثانية من الأغنية وهو “بس بدها نار من محبتنا، نطفي بإيدينا نارا”، فرغم الواقع المحبة لاتزال موجودة في قلوب الأغلبية. على نطاق القاعدة الشعبية التي تصارع للبقاء.
إلا أن المقطع الثالث “قاسي طبعها وقلبها حجار، دولابها عالناس دوار”، ليس صائباً إن كانت المقصودة هي “الحياة”، فنحن أبناؤها ونحن من نفعل ببعضنا هذا، فهي تحوينا كأي أم وترشدنا للطرق ومهمتنا نحن الاختيار. إلا أن السؤال الآن لما يعد يتحرك الدولاب، أتمّ توقيفه بفعل فاعل، أم أن عمره الزمني انتهى؟.
وبالفعل “أيامنا هي كتير صعبة واللقمة فيها كتير صعبة”، فبعد 24 عاماً من غنائها إلا أنها الآن تتجلى بأدق معانيها، فحتى الماء أصبح صعب الوصول نوعاً ما. إضافة لاستدانة المال وتوفيته لاحقاً، فهو الحل الحالي للمضطر.
وعندما نقول “دراويش دراويش ياخيي دراويش، عالخبزة والمي ياخالي منعيش”، لا يقصد فيها الإهانة أبداً، فعلى العكس تبقى القناعة والرضا صفات تميز من يرغب بحياة بسيطة. وبعيداً عن المثالية أو المبالغة ولكن “طينتا” طيبة وتستحق الحياة بأقل مقوماتها.
إلا أن النهاية والقاعدة التي يمشي عليها الأغلبية في هذا المقطع “نمشي الحيط يارب السترة وأيامنا ندفشها تدفيش”.