كاريس بشار في النار بالنار… ابنة التغريبة السورية
كاريس بشار تثني قدميها وتدخل النار بالنار
سريعاً ما خرجت “كاريس بشار” من ثوب “ألما” الذي ارتدته في “ستيلتو” وثنت قدميها لتدخل “النار بالنار” غارقةً في جلباب “مريم” التي صدّرتها واجهة معظم الأحاديث عن دراما رمضان 2023.
سناك سوري – ناديا المير محمود
تطل “بشار” هذا العام بعمل وحيد يناقش مجموعة من القضايا المعاصرة كنتائج الأزمة السورية وكذلك المشكلات العميقة كالعلاقة الشائكة بين بعض اللبنانيين والسوريين.
شخصية “كاريس” في هذا الموسم تناقض تماماً آخر شخصية أدتها في مسلسل “ستيلتو” وتظهر بكاركتر مغاير. وتقدم من خلاله “مريم” الفتاة السورية التي فقدت زوجها خلال الحرب ولا تعلم عنه شيئاً، حالها حال آلاف ذوي المفقودين. وهربت إلى “لبنان” بعد الحرب في بلادها، لتقدم طلب لجوء.
شخصية “مريم” بالحقيقة تعبر عن آلاف الشخصيات الواقعية التي مرت بنفس الظروف وهي ابنة التغريبة السورية. والمشهد الذي أدته في الحلقة 18 وهي تنتظر المركب. ربما ذكرنا بآلاف السوريين الذين فقدناهم في البحر خلال رحلة العبور نحو حياة أفضل.
اقرأ أيضاً:كاريس بشار في عمل عن الآلام المشتركة بين سوريا ولبنان
تنتقل “كاريس” بالشخصية إلى قلب المشاهد وعواطفها من خلال حسن أدائها. سواء لناحية طريقة المشي ملتوية القدمين أو اللهجة وطريقة التعبير. وهو ما زاد واقعية الشخصية وقربها من الجمهور الذي لم يبخل عليها بالتعبير عن إعجابه. فتقول “آمنة” إن طريقة مشيتها خلال العمل تأتي كتتمة لشخصيتها وحرفيتها. أما نبرة صوتها فتعكس ألماً كبيراً تخبّئه بدخلها.
بينما يذهب “صالح” بعيداً فيصفها بأنها صاحبة أفضل أداء بالدراما العربية هذا العام.
اختيار “كاريس” للشخصية كان موفقاً فمن المهم جداً أن تكون الدراما قريبة للواقع وأن تقوم بنقل حقيقته بأسلوبها وألا تهرب من مواجهته. فقد أحدثت جزئية خلعها للحجاب جدلاً نسبياً وربما صدمت البعض لكنها بالمحصلة كانت حدثاً جوهرياً في القصة التي يتناولها العمل وفي تطور الشخصية الدرامية وقربها من الواقع.
لكن يؤخذ على “كاريس” بالمحصلة الاستخدام الزائد للمكياج الذي ربما كان من المهم التقليل منه حتى يتناسب مع واقع الشخصية. أو ربما تغيير نوعية المكياج ليكون ملائماً لبيئة العمل.
وبالمقابل لم تكن “مريم” دور “كاريس” الوحيد التي لخصت به ما تعانيه من كدمات نفسية ناجمة عن ضغوط خارجية، فلا تزال حاضرة بذهن من تابعها عندما قدمت “حنان” بـ “ليس سراباً”. كأنثى احترمت مشاعرها، لم تثنها الأعراف وقيود مجتمعها من وضعها بقلب من يستحقها.
“كاريس” بقلتها المنظمة هذا العام وغيره من الأعوام، تغلبت على الكثرة العشوائية، لتؤثر على مُشاهديها المتعاطفين مع محاولاتها بسلاسة. وتشارك معهم نضجها التمثيلي في كل عمل تكون به.
وأنتم ما رأيكم بشخصية كاريس بشار في مسلسل النار بالنار؟