أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

قطار الضواحي.. حين وصلنا حدود العراق بأقل من خمس ليرات

قطار الضواحي في الحسكة.. في الليلة الظلماء يُفتقد البدر

ينظر أهالي محافظة الحسكة إلى قطار الضواحي كواحد من الذكريات الجميلة التي أطاحت بها الحرب. فالقطار الذي كان يلبي لهم حاجة عظيمة في تنقلاتهم توقف مع بداية الحرب.

سناك سوري-عبد العظيم عبد الله

بدأ قطار الضواحي عمله في الحسكة منذ ثمانينيات القرن الماضي بين القامشلي وبلدة اليعربية على الحدود مع العراق وبالعكس. ولسنوات طويلة استمر بالعمل ونقل الطلاب والموظفين والمسافرين، حتى بات ذكرى جميلة يستحضرونها اليوم بظل أزمات النقل المستمرة.

عمل السبعيني “عبد الرحمن معزو” في الخطوط الحديدية لمدة 35 عاماً، يقول لـ”سناك سوري”، إن قطار الضواحي ربما بُدء العمل به حتى قبل ثمانينيات القرن الماضي. حين كان على البخار قبل أن يأتي قطار الديزل.

عبد الرحمن معزو – سناك سوري

كان القطار يربط كذلك محافظتي الحسكة ودير الزور، وفق “معزو” مضيفاً أن قطار اليعربية كان عبارة عن 3 عربات والحسكة 4 عربات. كل عربة تتسع لـ80 شخصاً. أما أجرة الراكب فكانت 25 ليرة بين الحسكة والقامشلي وبالعكس. وللطالب والعسكري تخفيضات حيث لم تكن الأجرة تتجاوز 20 ليرة لهما. أما الأجرة من القامشلي إلى اليعربية على الحدود العراقية فكانت 5 ليرات.

يروي “معزو” كيف كانت توجد محطات أساسية للتوقف مثل القحطانية وتل علو، كذلك كباكة وسيحة. إضافة إلى مواقف اختيارية حسب حاجة المسافرين مثل “عمارات” “قلعة الهادي”، “نصران”، “تل شعير” وغيرها.

رغم التقاعد وتوقف القطار عن العمل، إلا أن “معزو” لم ينسَ مواعيد الانطلاق، في السادسة صباحاً من اليعربية إلى القامشلي، وفي الواحدة ظهراً من القامشلي إلى اليعربية وإلى الحسكة عند السابعة صباحاً.

ولم يقتصر تخديم القطار على أهالي محافظتي الحسكة والدير، حيث كان هناك قطار خاص بدمشق برحلة واحدة يومياً. ولم تكن أجرة الراكب تتجاوز 175 ليرة. وللطالب والعسكري 90 ليرة، وفق “معزو”.

يذكر أن طول شبكة السكك الحديدية في “سوريا” بلغ قبل الأزمة 2450كم. وصنفت كأطول شبكات النقل البري في البلاد. بينما كانت هدفاً لهجمات ممنهجة خلال سنوات الأزمة. حيث تم تفكيك أجزاء واسعة من السكك الحديدية وبيعها في الخارج.

وينظر إلى النقل السككي بأهمية بالغة كحل لأزمة النقل التي يواجهها السوريون. ما يتطلب إعادة تفعيله والاعتماد عليه. وأن يكون منافساً للنقل العادي من خلال تذاكر مخفضة أقل من أجور النقل التقليدية.

هذا كل ما تبقى من سكة قطار الضواحي في الحسكة – سناك سوري

 

زر الذهاب إلى الأعلى