قصة موظفة مع متسول: تمنيتُ أن يعطيني ألف ليرة!
قصة حدثت بالفعل.. المتسول الذي قال للموظفة: الله يرزقك!
سناك سوري-رحاب تامر
كانت بانتظار الميكروباص الذي تستقله بالعادة إلى منزلها، حين باغتها أحد المتسولين الذين هربت من عدد كبير منهم ذلك اليوم أحد الأيام الأخيرة من الشهر، حيث يوجد في المحفظة الصغيرة مساحة فارغة كبيرة، غالباً تلك المساحة متواجدة على مدار الشهر وليس في آخره فقط.
الموظفة الثلاثينية، استمعت إلى شكوى المتسول، وطريقته غير الاعتيادية في كسب الأموال، حيث أخرج لها رزمة من النقود وأخبرها أنه يحاول جمع مبلغ مالي منذ شهر، لإجراء عملية لطفله الصغير، إلا انه لم يتمكن بعد من تأمين كامل المبلغ، مطالباً إياها بأي قليل تجود به نفسها.
لكنّ الموظفة التي اعتادت توزيع القليل من راتبها للمتسولين، كانت محرجة جداً ذلك اليوم، وازدادت حرجاً حين أخبرته بأنها لا تمتلك في محفظتها سوى 1000 ليرة سورية فقط لا غير، كون “الدنيا آخر شهر”، ولم تقبض راتبها بعد، ليقول لها المتسول إن 500 ليرة تفي بالغرض وبإمكانه أن يصرف لها الألف!.
اقرأ أيضاً: طلب “تبكبك” لصديقي المسؤول.. تعال أعلمك الصمود الذي نعرفه
نظرّت إليه وابتسامة تعلو وجهها، وقالت إنها إن منحته 500 ليرة لن يتبقّ معها أجرة الوصول إلى منزلها في القرية، خصوصاً أن بعض الميكروباصات تطلب غالباً ضعفي التسعيرة وقت الزحام كما هو اليوم.
تقول الموظفة لـ”سناك سوري”، إن المتسول نظرّ إليها نظرة شفقة كما وصفتها، وتضيف: «ربما هي نظرة شفقة وربما شعرت أنها كذلك كوني أشفقت على نفسي، ثم قال لي: الله يرزقك ويرزقنا يا عمي، وغادر يتابع مهمته، وأنا بقيت بانتظار الميكروباص الذي سيقلني إلى الكراج، ومنه سأنتظر ثانية ميكروباص آخر يقلني إلى قريتي، وفِكرَة لو أن ذلك المتسول منحني ألف ليرة واحدة فقط تحتل رأسي، كنت اشتريت فيها علبة مياه في هذا الجو الحارق».
اقرأ أيضاً: عائلتان سوريتان تتفقان على شراء جبسة