المشاكل الخدمية في حي شميس: السكان يعيشون في القرن الثاني الميلادي
ويناشدون ليتم نقلهم إلى القرن الحادي والعشرين
يعاني أهالي حي “شميس” في قرية بلاطة غربية من مشاكل خدمية لا تعد ولا تحصى. وهي التي تعد القرية الأولى بعد مركز مدينة طرطوس. وتبدأ المشاكل من رشح مياه الصرف الصحي إلى منازلهم. ماتسبب ببيعها وهجرانها لدرجة أن الحي بأكمله يمكن أن يفرغ من سكانه أمام عجز الجهات المعنية عن إيجاد الحل ملقية باللوم على المواطنين أنفسهم.
سناك سوري – نورس علي
“ياسر قاسم” من أهالي وسكان حي “شميس” يشرح تفاصيل المشكلة لـ “سناك سوري” فيقول: «نعتمد بشبكة الصرف الصحي على الجور الفنية الخاصة. ضمن حديقة كل منزل وضمن تربة غير نفوذة نحو الأسفل. ما جعلها ترشح للخارج من أطرافها. فتتغلغل في جدران المنازل الأدنى منها منسوباً بحكم الطبيعة الجبلية». وأضاف: «هذه المياه الملوثة وصلت لمياه الشرب والآبار الخاصة. أي أننا في مشكلة بيئية كبيرة تسببت ببيع المنازل وستؤدي للهجرة من القرية».
تعيش القرية في القرن الثاني الميلادي بحسب تعبير “يوسف حيدر” الذي قال لـ “سناك سوري”: «لم تصلنا شبكة الصرف الصحي نتيجة عبور خطوط النفط والغاز بداية الحي. وما نحتاجه تمرير شبكة فوق أو أسفل هذه الخطوط. وهو ما تعثر حتى الآن. وأثر سلباً على حياتنا وكأننا في القرن الثاني ميلادي». وأضاف: «تقدمنا باقتراح أن تتكفل البلدية بمد الشبكة حوالي “15” متراً ضمن حرم خطوط الطاقة ونتكفل نحن الأهالي بمدها إلى منازلنا. ولكن لم نلقّ آذاناً صاغية».
الأم الثكلى “غادة الأحمد” تناشد رب العالمين لأن من ناشدتهم سابقاً من “المسائيل” لم يقدموا لها حل. وتؤكد أن المشكلة قديمة ولا يمكن حلها إلا عبر الجهات المعنية. لأن تمديد خطوط صرف صحي خاصة لمجرى نهر “الحصين” القريب منها غير ممكن. لعدم قبول الجوار بعبور هذه الخطوط ضمن أملاكهم الخاصة. وهذه مشكلة ما يزيد عن ثلاثين أسرة. وتتابع: «نحن أمام خيارين أحلاهما مرُ. الأول إغلاق المنزل والبحث عن منزل للإيجار. والثاني بيعه على علله والهجرة من المنطقة».
اقرأ أيضاً: مياه الأمطار تصيب سكان مصياف بالتلوث.. هذا ماحدث
وحتى “يكمل النقر بالزعرور” كما يقول المثل الشعبي زادت مشكلة التوترات الكهربائية العالية الطين بلة حيث جعلت حياة ما يزيد عن ثلاثين أسرة بخطر يومي. كما تقول السيدة “سوسن سلامة”. وتضيف: «أشدنا منازلنا قبل إنشاء خطوط التوترات الكهربائية العالية. ولم نتلقّ أي تعويض مادي على هذا الضرر. ولو حصلنا عليه لتشجعنا بمغادرة المنطقة وشراء مواقع بناء جديدة».
ولم تنتهِ مشاكل الحي هنا فهناك مشكلة أخرى ربما الأشد خطورة تحدث عنها السيد “إيهاب حسن” بالقول: «منذ فترة والمياه التي تصل إلى منازلنا عبر الشبكة العامة ذات لون أصفر فاتح. ما يعني أنها غير صالحة للشرب. وعند استخدامها للاستحمام لاحظت عليها أنها تسبب رغوة على الجسد. ولم يقم أحد بتحليلها لتبيان تلوثها أم لا».
“سناك سوري” تواصل مع “فادي حسن” نائب رئيس بلدية “السودا” التي تتبع لها قرية “بلاطة غربية”. لاستيضاح مشاكل الحي. فقال: «حي “شميس” يعاني من مشاكل خدمية نتيجة مرور خط غاز ونفط خاص بمصافي النفط “طرطوس – حمص” يفصله عن الشبكة العامة. إضافة لفرق في منسوب مواقع المنازل مقارنة مع منسوب الشبكة الحالية. كما لا يمكن إنشاء مصب جديد لعدم توفر أملاك عامة. والأهالي لا يتبرعون بموقع لإنشاء مصب فيه. وجميع هذه التفاصيل موثقة بكتب رسمية بالنسبة لنا كبلدية. علماً أننا بادرنا عدة مرات للحصول على كشوف موافقة الأهالي. فكانت النتيجة الرفض».
اقرأ أيضاً: المنطقة الصناعية في طرطوس “غرقت”
أما رئيس البلدية “حنا كرم” فاستغل الفرصة وتحدث عن هم يؤرقه وهو مشكلة وجود معمل الفلين في القرية. وقد تم ايصالها للوزارة المختصة مع اقتراح الإزاله نظراً للأمراض السرطانية التي يسببها. بحسب تعبيره.
هامش: ويصح في رد رئيس البلدية ونائبه المثل القائل: “جبناك يا عبد المعين تتعين لقيتك ياعبد المعين بدك مين يعينك”. يامعين يامسهل.