في عيد الأب لا تظلموا أبي – لينا ديوب
الأب ضحية عدم مكافحة التمييز ضد النساء والعنف الأسري.. هل اشتريتم هدايا لوالدكم اليوم؟
سناك سوري – لينا ديوب
لا تنشغل البيوت بالتحضير لاحتفال عائلي في هذا اليوم، ولا يتسابق الأبناء لشراء الهدايا لوالدهم كما في عيد الأم، قد تكون الأم أكثر قرباً للأبناء، وقد يعطيها الحمل والإنجاب مكانة أكثر عاطفية عندهم، لكن تعاظم تلك المكانة بالمجتمع يقابله عدم التركيز على الدور العاطفي للأب داخل البيت، لأن المجتمع ذكوري ولا يريد أن تتغير مكانة الأب كصاحب سلطة عليا في البيت ويجب أن تبقى العلاقة معه بما يعزز أدواره التي يفضلها المجتمع، وبالتالي يصبح السماح بالاحتفال بهذا اليوم وكأنه قبول بالمساواة بين الأم والأب، وهذا مالا يتقبله الغالبية حتى اليوم.
إن الأب الذي يتعب طوال اليوم في العمل شأنه شأن الأم، يحمل في قلبه الحب والحنان لزوجته وصغاره، وله احتياجاته العاطفية والروحية ورغباته ليس كما يرسمها المجتمع الذكوري، بأنه مصدر السلطة والمال وتحمل المسؤولية في البيت وعليه أن يكون مصدر تهديد متجهم الوجه عند عودته إلى المنزل.
اقرأ أيضاً: جيل المساواة.. الرجال أيضاً يبكون – لينا ديوب
رسم المجتمع أدواراً محددة لكل من الأب والأم، لم تعد تلائم حياة الأسرة اليوم، والتمييز الجندري الذي ظلم الأم سابقاً بأن ركز على دورها الإنجابي، ظلم الأب أيضاً، وها هو يظلمه اليوم أكثر فأكثر مع التغييرات التي طرأت على حياة النساء، وخاصة التي فرضتها الحرب، لم يعد يستطع الآباء مهما ضاعفوا من جهد وتعب توفير المعيشة الآمنة لأبنائهم بمفردهم مع الغلاء الفاحش الذي يحاصرهم مع كل يوم جديد، ولا يقف الأمر هنا بل إن تكلفة التمييز الجندري تمتد لتشمل العنف والتحرش والإهانة، التي يحميها عدم تقبل المجتمع للعدالة الإنسانية بين نسائه ورجاله، فيبقى الأب هو الجاني والمعنف لأنه ضحية عدم مكافحة التمييز ضد النساء والعنف الأسري.
على الأبناء في هذا اليوم المطالبة بعدم ظلم الآباء وتحقيق العدالة داخل الأسرة، بتحريريهم من الصور النمطية المطالبين بالظهور بها، وبناء أدوار وعلاقات داخل الأسرة تحقق الكرامة الإنسانية لجميع أفرادها.
رحم الله والدي، الذي أفنى عمره كداً وتعباً، ليحقق حلمه وهدفه بالحياة أن نتعلم أفضل تعليم البنات كما الصبيان.
اقرأ أيضاً: نسوية وأحب أسرتي – لينا ديوب