في عيدهن.. أمهات لمرضى متلازمة داون ساروا بأولادهن للنجاح
حياة منذر مكنّت ولدها ورفاقه من تأسيس مشروع وسامية أبو حسون وصلت بابنها إلى بطولة الجمهورية
سناك سوري – رهان حبيب
عودت “حياة منذر” ابنها “حسن شقير” المصاب بمتلازمة داون، أن يقوم بمهام كثيرة، وأسست له ورفاقه مبادرة “أنا أستطيع” كمشروع لصناعة الاكسسوارات، كذلك فعلت “سامية أبو حسون” من “سهوة بلاطة” التي دربت ابنها “عمر كحل”، ليزرع ويهتم بالمنزل ويمارس الرياضة، ونال بطولة الجمهورية في “التنس”، تجربتان عنوانهما الحنان والعمل لبناء شخصية متوازنة لمريض متلازمة داون كي لا يكونوا منسيين في المجتمع.
“منذر” ٦٤ عاماً معلمة رياضة من بلدة “القريا” كان “حسن” بكرها ولد عام 1979، ورزقت بعده بولدين وفتاة لكنها حرصت ووالده على دمجه مع المحيط وأوكلوا له مهام في المنزل مثل الرد على الهاتف وفتح الباب لاستقبال الزوار، و نظمت له مواعيد النوم واللعب والأكل وبحثت عن كل معلومة لتدخل إلى عالمه وتعامله بما يساهم في دمجه دون أن تؤثر على شخصيته.
الأم تكن للعائلة والأقارب كل الاحترام لأنهم تفهموا حالته و تعاملوا معه بمحبة حيث كان يبقى مع جدته أم والده عندما تكون أمه بالمدرسة، وتسلى مع أولاد عمومته، وتقول في حديثها مع سناك سوري: «في كل اجتماع للعائلة كانت كل الأنظار موجهة له لم يهمش ولم نعزله عن الناس، وتابعناه بتدريبات بالبيت ألعاب تلوين رسم صب الجبصين وكنت أستعد لنؤسس له ولشبان مثله فرصة عمل تؤكد حضور هذه الشريحة وحاجتهم للاهتمام كي لا يكونوا مهمشين بلا حقوق».
اقرأ أيضاً: “لقمة حناين”.. فرصة مصابي الداون لعرض مهاراتهم أمام الشاشة
الوالدة لم تتمكن من إدخال ابنها لمعهد بداوم يومي، بسبب عملها لكنها خصصت له يوم الأربعاء من كل أسبوع، لزيارة معهد التنمية الفكرية في “دمشق”، وبقيت سنتين على هذا الحال للتدريب على مهارات مختلفة وأيضاً لتكتسب معلومات إضافية لكيفية تدريبه وتعليمه وسلوكيات معينة في المنزل، إلى جانب التواصل مع الأطباء النفسيين لمتابعته، حيث اشتغلت على تحضيره لمرحلة قادمة أسست فيها لمبادرة أسمتها “أنا أستطيع” جمعت فيها “حسن” مع خمسة شبان مثل حالته ممن يتشابه معهم لتصنيع الاكسسوارات.
تضيف: «بعد التقاعد نسقت مع الأهالي لنشاط رياضي أولاً ومبادرة عمل لأولادنا وتم تدريبهم باهتمام خبيرة الاكسسوار “نغم نصر” وحصلنا على مقر مؤقت في معهد التنمية الفكرية، ومن بعدها طلبت منا الشؤون الاجتماعية والعمل الإخلاء، واليوم ساعدنا الهلال بالحصول على مقر للعمل مع أننا بتنا مشاركين دائمين بالمعارض وورشتنا تصنع عدداً جيداً من القطع بيد الشباب ونبحث عن فرص دائمة للتسويق وتطوير العمل، بهدف تأمين فرصة عمل لابني وأصدقائه تؤكد حضورهم بالمجتمع، ولا نحتاج لأكثر من الدعم وتشجيع مبادرتنا على الأقل بتأمين مقر دائم».
اقرأ أيضاً: “خديجة” الأم التي لا تحتفل بعيدها
لم يكن سعي “سامية أبو حسون” 62 عاماً، مختلفاً عن سعي “منذر”، حيث رتبت حياتها على مواعيد ابنها “عمر كحل” من “سهوة بلاطة”، الذي ولد في الإمارات علماً أنها لم تخبر أحداً عند ولادته في العام 1989 بأنه مصاب بمتلازمة داون، وتضيف: «”عمر” السادس بين أخوته لم أميزه يوماً عنهم ولم أدعهم يتعاملون معه على أنه مختلف، عملت بكل جهدي ليكمل الدوام بالمدرسة للصف السادس بعد رفض معلمه بالصف الأول لكني حصلت على موافقة من التربية لينشأ بين طلاب من عمره».
رحلة “أبو حسون” مع “عمر” كانت مرهقة لكنها لم تشعر بالتعب على الرغم من أنها بعد الصف السادس ولسنوات كانت تنقله من القرية إلى” السويداء” يوميا، حيث سجلته بمعهد التنمية الفكرية بمديرية الشؤون الاجتماعية تحضره صباحاً وتعود به إلى القرية، تضيف لـ”سناك سوري”: «لم أرغب أن يبقى سجين المنزل، في المعهد تعلم مهارات كثيرة لكنه للأسف لم يتمكن من تعلم القراءة بل تعلم الرسم ومعي تعلم الزراعة وكثير من الأنشطة، ومنها الرياضة حيث جعلته ينتسب للرياضات الخاصة ورافقته مرتين أسبوعياً لعدة ساعات ليحصل على تدريبات في كرة القدم وينتسب للفريق ومنها ينتقل لرياضة التنس ولم أسمح بانقطاعه عن تمارينه حتى عند وفاة والده وطويت حزني ورافقته ليحصل عام 2015 على بطولة الجمهورية برياضة التنس، ويحصل بسببها على وظيفة في بلدية القرية.
يذكر أن اليوم الأحد 21 آذار، يصادف اليوم العالمي لمرضى متلازمة داون، كذلك عيد الأم، وبالتأكيد بوجود الأمهات اللواتي لا يبخلن بالعطاء والحب لأولادهنّ، لن يكون هناك ما يصعب تجاوزه حتى لو كانت متلازمة داون.
اقرأ أيضاً: أمهات يعملن في عيدهن…. لقد احتفلن بالأمس