في عز النكبة.. البرلمان يحتفل بعيد الرياضة السورية
هل سأل البرلمان الحكومة عن سبب رفع سعر مازوت التدفئة الحر أو عن خطتها لتأمين منازل للمتضررين؟

خرج البرلمان السوري أمس الجمعة ليعايد السوريين بمناسبة عيد الرياضة السورية، ليؤكد أنه مهتم بكافة المناسبات وبكل السوريين. مهما كانت النكبة قوية، ومهما كانت الظروف مؤلمة.
سناك سوري-دمشق
نعتذر من السيد رئيس مجلس الشعب، “حمودة الصباغ”، ونحن نخبره أن البرلمانيين لا يمثلون أنفسهم فقط، كما قال في رده على نائب سابقاً، إنما يمثلون غالبية الشعب السوري حتى فئة الرياضيين التي لم تنسَ حتى في أحلك الأوقات سواداً.
حسناً، انتهت التبريكات، ومنظمة الاتحاد الرياضي تلقتها، وماذا بعد، ماذا عن أولئك الذين خسروا منازلهم في الزلزال، وهم اليوم يسكنون في مراكز إيواء. لا تصلح أن تكون سكناً دائماً لهم ولعوائلهم.
ماذا عن الرياضيين في نادي الكرامة، الذين خسروا رواتبهم بعد قرار اللجنة التنفيذية في حمص إيقاف الأنشطة الرياضية نتيجة الزلزال.
طالما أنها مناسبة رياضية، وتستحق التبريكات، لماذا لم يخص البرلمان حديثه عن الرياضيين الناجين من الزلزال والقابعين حالهم حال معظم السوريين تحت أنقاض زلزال الأسعار أصبحوا اليوم بلا رواتب أو تعويضات حتى ليؤمنوا بها احتياجاتهم وعوائلهم. (من لم يمت بالزلزال مات بالفقر والعوز).
اقرأ أيضا: بسبب تداعيات الزلزال نادي الكرامة يوقف الأنشطة والرواتب عن اللاعبين
ماذا عن المدارس التي باتت تحتاج لصيانة وتأهيل، حتى يعود إليها “جيل الغد المشرق”، ويتلقون علومهم ودروسهم فيها.
ماذا عن النكبة، التي ماتزال الحكومة حتى اللحظة لم تتدخل فيها بشكل مباشر، أو تعلن عن أي خطط واضحة تجاه التعامل معها.
ماذا عن دور البرلمان والنواب اليوم، على الأرض ومع الحكومة، ومع كل الجهات التي يمكن أن تمنح المساعدة لإعادة بناء المنازل المهدمة. وماذا عن ملف المتعهدين ومن الذي قد يثيره اليوم قبل أن تبرد نار الكارثة في قلوب الضحايا الأحياء.
ماذا عن دور البرلمان في سؤال الحكومة عن سبب رفع المازوت الصناعي، الذي يشمل مازوت التدفئة بالسعر الحر. ومن يسألها عن قوافل النفط التي أعلن العراق عن إرسالها لسوريا كهدية للمناطق المنكوبة. التي وصل أهلها رسائل مازوت التدفئة الحر بعد رفع ثمنه. وهم لا يملكون أكثر من الثياب التي خرجوا فيها من منازلهم المدمرة. فكيف لهم أن يمتلكوا 270 ألف ليرة ثمن 50 ليتر مازوت ليتدفؤوا بها وهم يقيمون لدى أقاربهم خارج مراكز الإيواء.
ماذا وماذا، وألف سؤال مشابه، لا يملك أحد من المواطنين الإجابة على أي منها، وحتى من امتلك الإجابة وسط هذا الغموض، لن يجرؤ على المجاهرة بها.