“السوق المقبي” أقدم أسواق دير الزور.. فعلت الحرب فعلها فيه
سناك سوري – فاروق المضحي
يستذكر “كمال الحمزة” صاحب أحد محلات القماش في السوق المقبي بمدينة “دير الزور” أيام الزمن الجميل حيث كان محلّه مقصداً لأبناء الريف يقصدونه لتجهيز العرائس اللواتي يخترن من محلّه والمحلات المجاورة في السوق ذاته كل ماتحتاجه العروس لزفافها.
ينتظر “الحمزة” اليوم وبعد إنتهاء المعارك في المدينة اليوم الذي يعود فيه السوق كما كان، مكاناً يجتمع فيه أبناء المحافظة ريفاً ومدينة خاصة أنه لم يعد اليوم مقبياً بعد المعارك التي عاشها، ويضيف في حديثه مع سناك سوري:«نأمل أن تتم إعادة ترميم السوق وتأهيله فعودته ستسهم في تحسين الواقع الاقتصادي في المدينة وستدفع الكثيرين من أبناء “دير الزور” للعودة إليها خاصة من يملكون المحال التجارية وأصحاب المهن».
السوق الذي يتوسط المدينة لبى في الماضي مختلف متطلبات زواره حسب ما أكده “علي الفيصل” أبو حسين من أبناء “حي الحميدية” الذين اعتادوا زيارته بشكل دائم، ويقول في حديثه مع سناك سوري :«من أقدم أسواق المدينة وأكثرها اكتظاظاً سابقاً، وكان يتميز بوجود تشكيلة واسعة من المواد وبأسعار مناسبة، إضافة لعدد من المهن اليدوية والحرفية مثل الحدادة والعطارة وغيرهما».
اقرأ أيضاً: سوق الجمعة في “دير الزور” السوق الذي لم تدمره الحرب
السوق هو الأقدم في المدينة حسب الباحث الاجتماعي “حميد النجم” حيث بُني عام ١٨٦٤ م ، عندما أنشأ “خليل بك ثاقب الأورفلي” قائم مقام دير الزور، السرايا القديمة ومتحف التقاليد الشعبية القديمة والبوابة العثمانية، ومقهى السرايا، واستقدم حينها الوالي أشخاصاً من أورفا من أصحاب المهن ليخططوا ويبنوا أسواق “دير الزور” ومنها “المقبي”.
ويضيف:«تميز السوق المقبي بوجود سبعة أسواق داخله لكل منها تسميته الخاصة وهي سوق “العطارين”، وسوق “الحدادين”، وسوق “الحبال”، وسوق “التجار”، و سوق “الحبوب” أو “العَرَصَة”، وسوق “الخشابين”، إضافة إلى سوق “خلوف”».
معالم “دير الزور” التي خربتها الحرب كثيرة وماتزال محاولات إعادة ترميمها وبناءها مستمرة.. منها السوق المقبي الذي كان له حصة كبيرة في الدمار، وقد تقدمت بعض المنظمات بدراسات لإعادة تأهيله على أمل أن يتمكن زواره وأصحاب المحال فيه من عودة قريبة.
اقرأ أيضاً: ستة إلا ربع…أشهر شوارع دير الزور أصبح مهجوراً
