في اليوم العالمي للمفقودين… مامصير أبنائنا؟
اليوم العالمي للمفقودين… السوريون يبحثون عن خيط أمل يوصلهم إلى أبنائهم أو معلومة عنهم
سناك سوري – لينا ديوب
ربما لم يكن يعني لنا نحن السوريون هذا اليوم، قبل سنة ٢٠١١ باستثناء شريحة صغيرة، لكن اليوم وبعد سنوات تجاوزت السبع من عنف يصنف بأنه غير مسبوق، وعمليات قتل وخطف، اختفى فيها ليس أفراد فقط وإنما مجموعات بكاملها، يصبح لهذا اليوم معنى مختلف عندنا.
أزمة الخطف والفقدان في سوريا بدأت فعلياً في أواخر العام 2011 وشهدت أشكالاً متعددة لكن سببها الأساسي كان الأزمة التي تمر بها البلاد وخلفياتها السياسية، فمن بين المفقودين سياسيين، ومتظاهرين يتم تحميل الحكومة مسؤولية اختفائهم، ومختطفون مدنيون بينهم مدرسون وطلاب جامعة تُتهم المعارضة باختطافهم، كما أن هناك آلاف المفقودين العسكريين الذين لا يعرف عنهم اي معلومة حتى الآن، وهذا الملف أشبه بالجرح المفتوح الذي يوجع أهل المفقود يومياً.
مهنة الصحافة والإعلام لم تسلم من الخطف، الزميل “محمد السعيد” صاحب الحنجرة الجميلة التي قدمت مسلسل ضيعة ضايعة” اختطف من منزله قبل سنوات وحتى الآن لا نعرف عنه شيئاً، وكذلك زميلي الصحفي “محمد محفوض” اختطف في العام 2012 من منزله في حي الوعر بمحافظة حمص ومازلنا لانعرف عنه شيئاً حتى الآن.
الخطف لم يقتصر على الأفراد فهناك حالات خطف جماعية تحول المختطفون على إثرها إلى مفقودين، بعض أهالي المفقودين كانوا على أمل بأن مصير أبنائهم مرتبط بعملية سياسية وقد يكونوا ورقة تفاوض للمجموعات المسلحة، لكن ماحدث في الغوطة الشرقية قضى على هذا الأمل فالملف أغلق والمختطفون لم يعودوا ولا أثر لهم.
كل ماتبقى بعد ملف الغوطة ليس إلا مقابر جماعية صرح عن اثنتين منها، ومنذ العثور عليها يمضي الوقت ولا نتائج لتحليل الـ DNA الذي ربما يحدد مصير الكثير من المفقودين، فيتأكد الأهل والأبناء أن الأمر قضي ولن يعود الغُياب.
حتى الآن لا يوجد أرقام محددة عن المفقودين إلا أنهم بالآلاف موزعون بين من فقد عند جهات حكومية ومن فقد عند جهات معارضة، دون أن يعرف مصيرهم أو تتضح ملامح الحل لهذا الملف الذي يضني القلوب.
قد لا يعيد تخصيص يوم المفقودين أيا ممن فقدناهم، لكن ربما يحيي الأمل بمعرفة مصير البعض منهم، فهذا الملف الإنساني سيبقى وجعاً في كل أسرة وعائلة لديها مفقوداً حاضراً وغداً، وربما الكشف عن مصير المفقودين سوف يساهم في التخفيف من هذا الوجع.
يذكر أن العالم أحيا في 30 من آب اليوم العالمي للمفقودين، إلا أنه مر في سوريا بصمت رغم أنها من أكثر الأماكن في العالم التي تحتاج أن يذكر فيها المفقودون كل يوم وليس في هذا اليوم فقط.
اقرأ أيضاً : رشا أمٌ تبحث عن هوية زوجها