في اليوم العالمي للقهوة .. الغلاء يفرغ فناجين السوريين
القهوة تجمع الأدباء وسائقي السرافيس .. وارتفاع سعرها يغيّبها عن بيوت كثيرين
في الأول من تشرين الأول/أُكتوبر تصادف مناسبة سعيدة لعشاق البنّ. إنه “اليوم العالمي للقهوة” الذي يحلّ هذا العام ضيفاً على قائمة المواد التي يحاول السوريون تقنين استهلاكهم لها.
سناك سوري- ميس الريم شحرور
تكاد لا تغيب فناجين القهوة عن حلقات الثرثرة الصباحية بين الجيران. كما لا تخلو مكاتب المثقفين منها بحيث تعتبر وجهاً من أوجه التعبير عن عمق الثقافة بالمعنى الشائع. وتطال القهوة وعلاقة الأدباء والمفكرين معها الكثير من النكات بدءاً من طريقة تناولها (عفواً احتسائها). وحتى صورهم معها.
لكن “القهوة” أيضاً رفيقة درب سائقي الباصات والتكاسي والسرافيس. ومؤنسة درب الطلبة قبل الدخول إلى محاضراتهم الصباحية. لم تنجُ من معارك ارتفاع الأسعار الساخنة والتي أصابتها في خاصرتها. (فتركتها تنزف كالطير مذبوحة من الألم).
القهوة خلال أربع سنوات
في عام “2019” للميلاد وليس قبل الميلاد. كان سعر كاسة القهوة الكرتون (هي اللي منشتريها قبل المحاضرة ومنخبيها بالدرج حتى نسرق كل شوي رشفة). يساوي “150 ل.س” (متخيلين إنو كنا نستخدم الخمسين ليرة، إيييه سقى الله هديك الأيام). ولم تكن تدخل مصاريف القهوة ضمن الحسابات للمصروف اليومي. إذ لم تُعدّ رفاهية آنذاك قبل أن تركب موجة رفع الأسعار.
في عام “2023” صار لزاماً على عشاق القهوة إدخالها ضمن حساباتهم اليومية. لأن كأس القهوة الكرتون (التي لم تكن تملأ أعين مدمني القهوة. وكانوا يعاودون شراءها مرتين أو ثلاث في النهار) بات يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف ليرة وصارت قادرة على كسر ميزانية الموظف والطالب والأستاذ الجامعي والسائق.
جرت العادة سابقاً أن يشتري ربّ/ة الأسرة كيلو بنّ محمّص مع الهال الذي تفوح رائحته في سوق البزورية. وكان يتفنّن أصحاب البيوت بانتقاء نوع القهوة الذي يليق بضيوفهم.
كما تحضر القهوة في قائمة المواد التي تقدّم في زيارة المرضى أو الزيارات العائلية. لما لها من خصوصية اجتماعية. قبل أن يشطبها أصحاب الأحوال المادية المتواضعة من حساباتهم. فالقهوة باتت اليوم “للسادة” فعلاً. مثلما تحكي الأمثال الشعبية. لأنها لم تعد ناجية كغيرها من ضحايا الغلاء.
وأنتم هل تفضلون القهوة مع هال أو بدون هال، وهل تغيرت حساباتكم لشراء القهوة ونوعيتها عن زمان؟! وماذا يعني لكم اليوم العالمي للقهوة؟!