لا داعي لإنشاء وزارة سعادة فجميع وزاراتنا تمنحنا الفرح
سناك سوري _ زياد محسن
يحتفل العالم مطلع شهر تشرين الأول باليوم العالمي للابتسامة تبعاً لفكرة الفنان الأمريكي الراحل “هارفي بال” مصمم السمايل المبتسم الشهير.
وبهذه المناسبة يبدو من المهم التساؤل عن أسباب ابتسام السوريين رغم ندرة تلك الحالة عموماً واقتصارها على لحظات محددة قد لا تحدث كل يوم.
يبتسم السوري حين يضحك له الحظ وينجح في الوصول إلى مضخة الوقود في المحطة ويملأ سيارته بالبنزين دون أن يبيت لأسبوع على طابور الانتظار، كما أن ابتسامته تلمع حين يطرب لرنين هاتفه على وقع رسالة مجيء دوره لاستلام أسطوانة الغاز.
وبالطبع فإن الابتسامة لن تغيب حين يسري المازوت في عروق خزان البيت السوري ليأمن بذلك تدفئة في الشتاء، فيما تظهر ابتسامة من نوع خاص تمتزج بحالة من الفخر بالتوفيق الربّاني الذي منح السوري سعادة بوصول الكهرباء قبل موعد انتهاء التقنين ببضع دقائق.
كما أن السوري لن يبخل بالابتسامة حين يحظى بالحصول على مخصصاته من السكر والرز عبر البطاقة الذكية جداً، أو أن يبلغ دوراً متقدماً في طابور الفرن للحصول على الخبز، أو أن يصدف يوم دخول برجه في مدار القمر أو الشمس أو المريخ فينجح بنيل مقعد في السيرفيس يجلس به بكامل كرامته وراحته.
إلا أن الابتسامة الأكثر غموضاً تبقى لتلك التي يعبر عنها السوري حين يسمع تصريح مسؤول حكومي، فلا يعرف المرء هل هي سخرية من محتوى التصريح أم أنها سعادة بما يقول السيد المسؤول أم أن السوري يفرح بأنغام أصوات المسؤولين؟
عموماً من الملاحظ أن معظم مناسبات الابتسامة ترتبط بتعامل الحكومة مع السوريين، لذا لا بد من شكرها على منح مواطنيها هذا القدر من الابتسام دون الحاجة لتخصيص وزارة للسعادة لأن جميع وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية السورية تنضح سعادةً وفرحاً مجانياً للأخوة المواطنين لذلك ابتسم فأنت في “سوريا”.
اقرأ أيضاً: هنا سورية.. ابتسم وعيش اللحظة!