الرئيسية

في العيد.. “سكايب” يجمع العوائل السورية المشتتة

“أم حسين” تشكر التكنولوجيا.. و”أبو عمر” عاش التغريبتين!

سناك سوري – محمد العمر

تجلس “أم حسين” وحيدة في منزلها الواسع تتأمل الغرف الفارغة، التي غادرها أبنائها الثلاثة نحو الغربة تحت وطأة الحرب حين كانت “حلب”، “المدينة الأخطر في العالم”.

تتحسر المرأة الستينية على ذكريات أولادها الذين كانوا يملؤون حياتها، تشعر بغصة كبيرة تتكرر في كل مناسبة تعيدها إلى ذكريات حضورهم و يأتي العيد الثامن على التوالي وهم في غربة بعيدة تبعدهم عنها.

تنتظرُ ابنة جارتها الصبية لتشغل لها اللابتوب وتصلها بأولادها عن طريق “سكايب”، تُغرقها بالأدعية وعبارات الامتنان لأنها تفتح لها طريقاً للقاء أولادها من خلال العالم الافتراضي.

“أم حسين” تحمد الله على تطور العلم الذي أتاح لها فرصة الحديث إلى أبنائها و مشاهدتهم رغم المسافات.

ورغم أنّ طقوس العيد تقوم على اجتماع العائلة و الأقارب إلّا أنّ ظروف الحرب التي فرضت الغربة على الكثير من السوريين حرمت الكثير من الأُسَر من الاجتماع في العيد الذي أصبح فرحة افتراضية كالعالم الذي يلتقي به السوريون بأهلهم و اصدقائهم عن بُعد!

تقول “أم حسين”: «الحمدلله عم اتطمن على أولادي و عم شوف أولادن بس يا حسرة ما عم شم ريحتن ولا بقدر احضنن»، تغلبها الدموع وهي تتذكر أنّها لم تحتضن حفيدها الأول ولو لمرّة لأنه وُلِدَ في الغربة و لم يعرف جدته إلا عبر” سكايب”!.

أما “أبو عمر” فيستقبل العيد بجمع قسم العائلة المتبقي في “حلب” مع القسم المغترب عبر لقاء افتراضي عن طريق الانترنت.

ينفّذ ابنه الأصغر مهمة التوصيل بينما يتحدّث هو عن التغريبة الأولى حين نزح مع والده من “فلسطين” نحو “سوريا” عقب النكسة ويقول: «نحن أبناء تغريبتين، لم نخرج من سوريا لأننا عرفنا معنى الخروج من الأرض، من يخرج لا يعود و هذا أكثر ما أخافه على أولادي المغتربين».

يتبادل الجميع المعايدات عبر الانترنت، يسترجعون ذكريات الأعياد السابقة حين كانوا مجتمعين في منزل واحد و يتأملون في عيدٍ قادم يجمعهم في الحقيقة لا عبر الانترنت!.

ينتهي العيد لحظة إغلاق اللابتوب، الغرف ما زالت فارغة، الأهل ما زالوا بعيدين والعالم الافتراضي رحل بضغطة زر!.

اقرأ أيضاً: في اليوم الأول من رمضان.. اللعنة على الحرب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى