في العيد.. أطفال هجروا ملاعب الطفولة بحثاً عن لقمة عيش
يامن وعلي ومنير أطفال سوريون لا فرحة لهم هذا العيد
سناك سوري – شاهر جوهر
على أطراف قرية صغيرة في ريف “القنيطرة” الجنوبي يمر العيد على الطفل ”يامن“ (5 سنوات) باهتاً كئيباً وبلا رحمة، يحمل عصاه ويرتدي طاقيته وشحاطته البلاستيكية التي لا تقيه وخز الأشواك وهو يرعى أغنامه ويترك فرحة العيد تمر بلا اهتمام، كل يوم يقوم باكراً يسوق نعاجه ويرعى بها، يلهو بعصاه بضرب الأشواك ويقاتلها كمحارب صغير يحمل سيفاً.
”يامن“ هو واحد من بين ملايين الأطفال السوريين الذين فقدوا فرحة العيد، فارتداء الملابس الجديدة، اللهو واللعب والمرح، التنزه والعيديّة من الأقارب وغيرها هي من المظاهر التي تحقق فرحة الأطفال بالعيد، وفي ذلك يقال “العيد للأطفال”.
اقرأ أيضاً:10000 ليرة خرجية لطفل في “بانياس”.. خيمة عيد درعا تجمع المنقسمين خلال الحرب
لكن في السنوات المرّة الأخيرة بات كثير من الأطفال السوريين مستثنون من تلك القاعدة، فالحرب وما أورثته من خراب وتدمير للأصول الانتاجية للسكان وما تلاها من فرض عقوبات ضخمة شلّت الحياة الاقتصادية في البلاد وساهمت في فقدان الأمن الغذائي وفي تضخم الأسعار بشكل جنوني دفع السكان للسعي بحثاً عن لقمة العيش حتى على حساب فرحة أطفالهم.
ففي التقرير الأخير، وفقا لموقع “World By Map” العالمي، تصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقراً في العالم بنسبة بلغت 82.5% بحسب بيانات الموقع. ما يعني أن الحاجة باتت تقصم ظهر الأبناء قبل الآباء، والفقر لم يعد يمييز طفلا أو رجل.
اقرأ أيضاً:السويداء تستقبل العيد بالحزن والحداد والأطفال يبحثون عن الفرح
الطفل”علي” (10 سنوات) هو الآخر يترك فرحة العيد ليزاول عمله مع عمه في محل تصليح الدراجات النارية في مدينة نوى” غرب “درعا” ، يرتدي لباسه المدعوك بالزيت والشحم ويحمل مكنسته ويراقب بعض أطفال الحي وهم يلبسون ثيابهم الجديدة .
يقول في حديثه مع سناك سوري :« أعمل هنا منذ عام، تركت المدرسة كي أساعد أبي في مصروف البيت، و أنا مسرور في هذا العمل، صحيح أنه دوام طويل ومتعب لكنني من خلاله أستطيع أن آخذ أجرة 500 ليرة نهاية اليوم لأبي».
يعمل والد ”علي“ أعمالاً حرة، ولديه عائلة كبيرة مكونة من 8 أطفال وزوجة وأم، لكنه في الآونة الأخيرة لم يجد عملاً بفعل الشلل الذي حلّ بالبلاد، لذا وحين ضاقت عليه الدنيا قام بتشغيل ابنه ليساعده على شظف العيش.
كذلك الأمر بالنسبة للطفل “منير” (12 عاماً) من سكان مدينة “خان أرنبة” في “القنيطرة” يعمل هو الآخر مع أخيه الأكبر في تأجير المراجيح للأطفال في أيام العيد، مهمة “منير” كما قال لسناك سوري هي :«دفع الأطفال أثناء ركوبهم المراجيح، وكذلك مساعدة أخيه في تركيب المراجيح وتسجيل أسماء الأطفال الذين يلعبون لمعرفة حجم الغلّة آخر النهار».
وعن رأيه في هذا العمل في العيد يقول: «نحن مجبرون على ذلك، إن الأسعار غالية، لهذا أساعد أخي في عمله ، والعيد هو فرصة ذهبية لنا للعمل، أخي ترك جامعته أيضاً لأن مصاريف الجامعة مرتفعة».
اقرأ أيضاً:العيدية.. الحاضر الغائب في حياة السوريين وأطفالهم