الرئيسيةيوميات مواطن

في الطريق إلى السويداء هذا ماحصل معنا!!

سناك سوري- غدير غانم

حزمت أنا وأصدقائي أمتعتنا نريد شد الرحال إلى محافظة السويداء لقضاء العطلة، حططنا رحالنا بادئ الأمر في كراج “السومرية” وسألنا عن البولمانات التي تسافر إلى السويداء فنحن شعب يحب أن يدلل نفسه ولا طاقة لنا بتحمل السرافيس العادية، لقد أردناها سفرة “مُكيفة” بأحد البولمانات المريحة، لم يطل بحثنا كثيراً لقد أرشدنا أحد سائقي خط “دمشق سهل الغاب” إلى شركة البولمان، وقد “دعينالوا كثيراً كثيراً” ووعدناه أن نسافر معه تحديداً إذا ما قررنا قضاء عطلتنا القادمة في سهل الغاب.

وبناء على نصيحة السائق الذي شكرناه توجهنا إلى شركة النقليات “ش” الشهيرة بخدماتها، ألقينا تحية الصباح على موظف الشركة وطلبنا أن يحجز لنا، وبشكل روتيني طلب الهويات الشخصية وما إن وجد أن صديقي تولد “حلب” حتى أرجع لنا الهويات بطريقة غير لائقة أبداً، وقال: «مافينا نخليه يسافر معكن»، سألته عن السبب؟، فرد الموظف: «ليس مسموحاً للمواطنين “وللأمانة شدد كثيراً على هذه الكلمة لدرجة اعتقدت أنا وصديقي أننا مواطنان حقاً” من أبناء حلب وإدلب والرقة وديرالزور دخول مدينة السويداء»، كررت سؤالي له “إنو ليش بلا صغرة”، فقال لي بنفسية “حامضة”: «روح اسأل دولتك»، قلتلوا مازحاً يازلمي طول بالك نحنا رايحين عالسويدا نحنا الي لازم نخاف من الخطف مو العكس، لكنه بقي ثابتاً على موقفه والله محيي الثابت.

ومع إلحاحي الشديد أمسك التلفون واتصل بشخص “الله العليم إنو حكا موظف رفيع المستوى بالشركة”، وحين أطبق سماعة الهاتف أكد لنا أنه لن يستطيع حجز تذكرة لصديقي الحلبي، بعد ذلك كان لابد من البحث عن شركة أخرى، وبالفعل دلنا أحد فاعلي الخير على شركة النقل “ت”، لكني وفرت عناء الجدل مع موظف الشركة “ت” حيث تذكرت حادثة حصلت معي حين كنت مسافراً في أحد بولماناتها، فقد طلب مساعد السائق من سيدة مسنة النزول من البولمان لأنها من مواليد حلب، ورغم ترجيها له إلا أنه أكد لها أن الدولة تمنعها من السفر إلى السويداء وقال لها: «إذا نحنا خليناكي بالبولمان الحاجز مارح يخليكي ورح ينزلك منو عالطريق»، ونزلت السيدة مكسورة الخاطر.

أخبرت أصدقائي بتلك الحادثة، فقررنا توفير العناء والذهاب مباشرة إلى كراج السويداء “السرافيس” وبالفعل هذا ماحدث، وصلنا للكراج التقينا بالسائق الذي قام مشكوراً بحجز مقاعد لنا على الشباك “ومن شو بيشكي الهوا الطبيعي لازم تكييف يعني”، واستفسرت من السائق إن كان هناك مشكلة بسفر صديقي المواطن السوري الحلبي، فغضب وقال: «مش عيب تحكو هالحكي، السويدا ما بترد ضيف».

وبالفعل على الطريق لم يوقفنا أحد ومررنا على الحاجز بكل أريحية، ولم نسمع سوى كلمات أهل الجبل “ياحيالله وأهلا وسهلا”، نعم لقد وصلنا بسلام قضينا إجازتنا واستمتعنا بوقتنا وعطلتنا، لكن ماحدث في شركتي النقل لم يبارح تفكيري.

“إنو ليش تصرفو هيك، وين أهل السويدا من هذه التصرفات وهم أهل الكرم والضيافة؟!، مو لازم الدولة تحط حد لهي الدعوات العنصرية واللي ما بتسهم إلا بتكريس الانقسام والتفرقة بين السوريين؟! ادعاء هذه الشركات ألا يعتبر انتقاص من هيبة الدولة؟؟!!، كلي أمل أن يتغير هذا الواقع ليس فقط في السويداء، بل في كل سوريا وللأمانة أصبحت خائفا إذا ما قررنا السفر إلى سهل الغاب في العطلة القادمة، ورغب صديقنا المواطن السوري الدرعاوي مثلا أن يرافقنا في هذه الرحلة ويروحو يقلولوا ممنوع لابن درعا يسافر عسهل الغاب، أو مثلاً يطلبوا منو جواز سفر، إي بتصير ليش حتى ماتصير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى