في البوكمال المواطنون يضعون مشكلاتهم على طاولة المسؤولين.. فهل تُحل؟
مع افتتاح صالة الانتصار في البوكمال… هل تنتصر على سوء الخدمات فيها؟
سناك سوري – فاروق المضحي
إلى مدينة “البوكمال” على الحدود السورية العراقية توجهت صباح الخميس، برفقة وفد حكومي يهدف للقاء الناس في المدينة والاستماع الى همومهم ومطالبهم واحتياجاتهم الخدمية.
الطريق إلى “البوكمال” المدينة التي تبعد عن مركز “دير الزور” حوالى 120 كيلو مترا، والذي كان يستغرق ساعة ونصف فقط قبل الحرب استغرق حوالى ثلاث ساعات لسيارات الفريق الحكومي المؤلف من المحافظ “فاضل نجار” وعدد من مدراء الدوائر الخدمية، وهو يحتاج للمواطنين العاديين أكثر من 4 ساعات، نتيجة التوقف والانتظار على الحواجز التي ماتزال منتشرة بكثرة، في مشهد يذكر بأيام الحرب التي ماتزال المدينة تعيش كثير من مظاهرها حتى اليوم.
قبل الوصول إلى مدينة “البوكمال” وفي قرية “تشرين” افتتح الوفد الحكومي صالة لبيع المواد الغذائية والتموينية السورية للتجارة، باسم “صالة الانتصار”.
دخلنا المدينة التي تتخلص ببطء شديد من آثار المعارك ضد تنظيم “داعش”، الذي كان يسيطر عليها لسنوات قبل استعادة الحكومة السيطرة عليها نهاية عام 2017، فمعظم القطاعات تقوم بتقديم خدماتها للأهالي رغم المعوقات وقلة الإمكانات إلا أنها تبدو أفضل إذا ما قورنت مع ماقبل 2017 كما يقول الأهالي.
دخلنا مبنى شعبة حزب البعث بالمدينة، وهي شبه مدمرة تقريباً، وبالصعود إلى قاعة الاجتماعات فيها بالطابق العلوي، كان بالإمكان رؤية مدى اكتظاظ الناس، المنتظرين لقاء المسؤولين الحكوميين، والذين بدأوا بسرد مطالبهم واحتياجاتهم، فطالبوا بعودة عمل المشافي كونه حتى اليوم لا يوجد فيها أي مشفى عام أو طبيب متعاقد مع مديرية الصحة مما يضيف أعباء مادية على المواطنين، فليس هناك مكان لإسعاف أي شخص أو إمكانية لإجراء عملية صغيرة ولو كانت قيصرية.
اقرأ أيضاً: مدينة العشارة ثلاثة أعوام على خروج داعش.. والمدينة تغرق بالظلام
مطالب الأهالي تنوعت أيضاً منها تأمين مادة الخبز من خلال زيادة المخصصات للفرن الآلي الوحيد، الذي يعمل على تغطية احتياجات المدينة وتحسين جودة الرغيف، و تحسين واقع التعليم وتأهيل المدارس التي تعرضت للسرقة خلال سنوات الحرب وتأمين الكوادر التعليمية الكافية، إضافة لضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير السماد لتحسين الإنتاج، وقد وعد مدراء الدوائر الرسمية المعنية بالعمل الجاد على إيجاد الحلول.
وبعد أكثر من ثلاث ساعات على الاجتماع توجه الوفد إلى مقر السجل المدني بمدينة “البوكمال”، والذي كان غائباً طوال سنوات مما شكل ضغطاً كبيراً عليه من قبل المراجعين كما قال لنا أحد الموظفين وتم افتتاحه لاستقبال الأهالي وتقديم الخدمات لهم بعد أن كانوا مضطرين للذهاب إلى مركز مدينة “دير الزور” لاستخراج أوراقهم الثبوتية.
المدينة عانت خلال سنوات الحرب فغابت الكثير من معالمها و دمرت معظم الحدائق والمنتزهات، لكن اليوم تعود حديقة المدينة لاستقبال أطفالها بعد أن تم الإنتهاء من أعمال الصيانة فيها (صيانة على قد بساطك مد رجليك)، كان مشهدهم وهم يلعبون فيها من جديد مؤثرا جدا، على أمل أن تعود كل الخدمات إلى مدينتهم، ويتمكنوا من استكمال حياتهم الطبيعية فيها كما كانت قبل الحرب.
اقرأ أيضاً: البوكمال…. أن تعيش بلا خدمات… وتنتظر عودة جيرانك