فيضان سهل عكار يُفرّق يوسف عن عائلته
قصص مأساوية لعائلات هُجّرت من منازلها وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات

هجر “يوسف ريشة” 45 عام منزله في خربة الأكراد بعد فيضان النهر الكبير الجنوبي في سهل عكار بمحافظة طرطوس يوم السبت 13 كانون الثاني الجاري. متوجهاً إلى منزل عائلته في منطقة مجاورة وبات يقيم بعيداً عن أفراد أسرته وزوجته التي ذهبت إلى منزل عائلتها مع أطفالها الصغار.
سناك سوري- نورس علي
فيضان النهر الكبير الجنوبي في سهل عكار جاء نتيجة غزارة الهطولات المطرية وتخطي منسوبها /150/ ملم السبت الماضي. وتجاوز مياهه سرير النهر، حيث غمرت مساحات كبيرة وشاسعة من الأراضي الزراعية والمنازل السكنية. وبحسب “ريشة” لم يحصل بهذا الشكل منذ سنوات طويلة، علماً أن آخر فيضان حصل كان عام 2018 ولكنه لم يكن بهذا المستوى والحجم وحجم الضرر.

ويؤكد أنه لم يبقَ لديه شيء نافع في المنزل فالأسرّة لم تعد صالحة للنوم. ولا حتى الملابس التي جرفتها المياه مع أغراض المطبخ، ناهيك عن المزروعات التي أغرقتها الأتربة والمياه.
أما المتضرر “شعبان خلوف” فقد غمرت مياه الفيضان المنزل وخسر جميع ممتلكاته فيه نتيجة ارتفاع منسوب المياه لحوالي المتر ونصف بداخله. ما أدى إلى تلف أغلب أدوات منزله بما فيها الكهربائية.
ونوه إلى أن منزل شقيقه المغلق لم يتمكنوا من دخوله وفتح نوافذه أو أبوابه أو مصارف المياه فيه. وبات أشبه بمستنقع تطفوا فيه موجوداته.
جولة حكومية
وبعد 4 أيام على الكارثة، زار وزيرا الزراعة “محمد حسان قطنا”، والمياه “حسين مخلوف”، سهل عكار. وقال “قطنا” في تصريح للصحفيين، أن الأضرار بدت كبيرة على بعض الأنفاق ومتوسطة على البيوت البلاستيكية ولا يوجد أضرار على المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية مثل القمح. مضيفاً أن هدف الجولة البحث في آلية التعويض والتشاركية مع المجتمع المحلي في تحديد حجم هذه الأضرار وأشكالها ومستوياتها. وفق لجان فنية بالتشارك مع المجتمع المحلي.

بينما قال “مخلوف”، إنهم سيعالجون بشكل جذري المواقع والنقاط في جسم الساتر الترابي على النهر الكبير الجنوبي التي سمحت للمياه بالدخول. مبدياً أسفه على حجم الضرر الذي لحق المنازل والمزروعات.
وغمرت المياه نحو 25 منزلاً في قرية “خربة الأكراد” و3 منازل في قرية “الكريمة”. جراء فيضان النهر الكبير الجنوبي ونهر أبو الورد ونهر العروس في طرطوس، وفق ما قال رئيس بلدية “الكريمة” “عيد سقور” إبان الفيضان، الذي أسفر عن وفاة 4 أشخاص كانوا في سيارتهم وقت الفيضان.
