الرئيسيةفن

فيروز التي غنت أحب دمشق.. هل تعلم كم يحبها السوريون؟

“فيروز” التي أحبت السوريين وأحبوها تكمل عامها الـ86 اليوم السبت

سناك سوري-عمرو مجدح

«إذا كان فيروز إلها خلود هالشي بخوف، بيكون قدرت فيروز تغلب الموت بالفن، أنا ماعندي شي قولو، عندي غنية واللي بيربط الكلام بالفن بيمتلي بالسكوت أنا حملت صوتي وجيت لعند الناس لغني مش لاحكي»، بهذه الكلمات عبرت فيروز عبر لقاء إذاعي عام ١٩٨٣ يوم سئلت عن الخلود وسر صمتها الطويل!.

قليلة هي إطلالات فيروز الحوارية الإذاعية والمرئية نسبياً وهي لا تقل إبداعاً عن أغنياتها، تختار كلماتها بعناية فائقة وتستخدم تعابير وتشابيه شديدة البلاغة تجعلك تطرب لكلامها.

لفيروز التي تكمل اليوم عامها الـ84، حكاية عشق مختلفة مع السوريين يقال إنه لم يحب أحد فيروز كما أحبها السوريون وهي لم تحب جمهور مثلما أحبتهم ويتذكر الكثيرون كيف كان جمهور معرض دمشق الدولي يحملون السيارة التي تقل فيروز حباً بينما عبرت هي عن وفائها يوم تجاوزت كل تلك الأقلام القاسية والأصوات الغاضبة التي طالبتها بالتراجع عن تقديم مسرحيتها “صح النوم” على خشبة مسرح دار الأوبرا في دمشق ٢٠٠٨ بسبب الخلافات السياسية آنذاك لكن حبها للشعب السوري كان أكبر من أي نقد مثلت وغنت وسط بكاء بعض الحضور الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة.

شكلت فيروز بالنسبة للجمهور السوري ذاكرة ووطن وشرفة عتيقة مطلة على العمر، إطلالتها الأولى على المسرح كانت وكأن الذاكرة تتجسد في صورة امرأة وحين غنت ثارت كل المشاعر الخامدة وعاد ذلك المسن الجالس في مقعده شاباً حاضراً حفلة معرض دمشق الدولي وفيروز تتمثل أمامه بصباها الأول كما عرفها، لم يتغير في ذلك الشعور يومها سوى أنه ممسك بيد حفيدته فيروزية الهوى التي تكبدت مشقات السفر من حلب لدمشق لتعيد لجدها كل تلك المشاعر.

لم تغب فيروز يوماً عن سوريا كان صوتها حاضر دائماً كقاسيون الذي لا يغادر دمشق وتعانق حنجرتها كلمات سعيد عقل ونزار قباني والأخوين رحباني وهي تنشد:

“يا شـامُ ، يا شـامَةَ الدُّنيا ، ووَردَتَها
يا مَـنْ بحُسـنِكِ أوجعـتِ الأزاميلا
ودَدْتُ لو زَرَعُـوني فيـكِ مِئـذَنَـةً
أو علَّقـونـي على الأبـوابِ قِنديـلا”

و”شام يا ذا السيف لم يَغِبِ” و” أحب دمشق” ووسط أكثر من 110 ألف متفرج في ذلك الحفل الأسطوري على مدرج بصرى التاريخي بمحافظة درعا عام 1985 يوم تزاحم السوريين للإستماع لمعشوقتهم بخشوع ويوم وقفت فيروز وهي القادمة من حروب لبنان الأهلية حاملة وجعها وصارخة(في معرض دمشق الدولي 1976) ” أنا هنا جرحُ الهوى وهـــناك في وطني جراحُ وعليك عيني يا دمشقُ فمنك ينهمر الصباحُ”.

مايزال أرشيف فيروز يشغل حيزاً أساسياً من إرسال الاذاعات الرسمية والخاصة حتى عندما تراجعت بعض الاذاعات اللبنانية عن هذا التقليد لم تنسَ سوريا فيروزها التي ولدت فنياً في الإذاعة السورية يوم أنتجت أولى اغنياتها ويحتفل السوريون سنوياً بذكرى ميلادها في عدة مدن أبرزها محافظة اللاذقية بأصوات عاشقة لفنها مثل ليندا بيطار وميس حرب وجمهور مايزال قلبه ينبض حباً للمطربة الثمانينية.

اقرأ أيضاً: ميلاد “فيروز” التي ولدت في دمشق… “صار القمر أكبر”

أدباء سوريا وفيروز

وصف محمد الماغوط فيروز قائلاً : «صوتها يصالحني مع الحياة».

وكتبت كوليت خوري في روايتها “أيام مع الأيام”: «صوت فيروز قادرٌ على أن ينقلنا إلى البعيد… قادرٌ على أن يُبكينا ويُبكينا…لأنّه يذكّرنا بالعالم المفقود الذي نبحث عنه، مجرّد تذكير. ونبكي فقط لأنّنا، ونحن غارقون في واقعنا تذكّرناه».

أما الأديبة والروائية السورية “غادة السمان” نقلت مجلة الحوادث عام 1987 عنها بعد زيارتها لمنزل فيروز قائله: «دوما أذهب إليها كأنها الزيارة الأولى… بالدفء العتيق كله بالمحبة المتأججة فُلّا دمشقياً وياسميناً منذ الذاكرة الأولى… الذاكرة المنهوبة في عربات الغربة المحملة بالمطر والدمع وصالات الترانزيت الرمادية دوماً أذهب إليها بالشوق العتيق كله بالورد الذي لا يعرف لعبة الرياء حاملة كما في لقائنا الأول حب شعبي السوري الكبير لابداعها والأخوين رحباني. لا أستطيع أن انسى كم أحبت دمشق هذا الصوت، وتلك الألحان منذ قديم الزمان في غابر حياتنا ومازالت “سنرجع يوما” لحن يتسلل إلي من نافذة غرفة المكتبة في الجامعة مع أنفاس الربيع الدمشقي المتوحش العشق ويخترقني كالسهم وقررت إذا غادرت يوماً مدينتي إذا سافرت فسيكون ذلك إلى فيروز».

اقرأ أيضاً: بالفيديو: “فيروز” تطلق أغنية جديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى