فوزي القاوقجي.. تخلّى عن رتبته العسكرية ليشعل ثورة حماة
حارب من أجل استقلال سوريا فنفيَ عنها
سناك سوري _ دمشق
في الخامس من تشرين الأول 1925 أعلن الضابط السوري “فوزي القاوقجي”، الثورة ضد الاستعمار الفرنسي في “سوريا”.
الانتفاضة المسلحة التي صارت تعرف باسم “ثورة القاوقجي”، تزامنت مع اندلاع “الثورة السورية الكبرى” سواءً في “السويداء” بقيادة “سلطان باشا الأطرش”، أو في الساحل السوري بقيادة الشيخ “صالح العلي”، وفي الشمال بقيادة “إبراهيم هنانو”.
كان “القاوقجي” قد استبق تحركه بالتواصل مع قادة الثورة السورية الآخرين، كما عمل على التواصل مع أعيان “حماة” لجمع ما أمكنه من مشاركين في الانتفاضة ضد الفرنسيين، علماً أنه كان ضابطاً في “الفيلق السوري” والذي كان رسمياً تحت القيادة الفرنسية.
لكن لحظة اتخاذ القرار بالثورة حوّلت حياة “القاوقجي” من ضابط بجيش رسمي بدأ في الجيش العثماني ثم جيش “حكومة فيصل” العربية وصولاً إلى الفيلق ذو القيادة الفرنسية، وانقلب ليصبح قائداً ثورياً يتحمل مصاعب الملاحقة والنفي.
اقرأ أيضاً:“فوزي الغزّي” أبو الدستور السوري
اشتعلت “حماة” بثورة “القاوقجي” لكن الاستعمار الفرنسي ردّ بوحشية وقصف بيوت المدنيين، وبحسب كتاب ” القائد العسكري فوزي القاوقجي والصراع لأجل الاستقلال العربي” للباحثة الكندية “ليلى بارسونز” فإن المعركة لم تكن متوازنة بسبب ضعف تجهيزات الثوار وأسلحتهم القديمة مقابل الأسلحة الحديثة للقوات الفرنسية ما أدى إلى خسارة 100 من الثوار حياتهم مقابل بضعة جنود فرنسيين.
دمّر القصف الفرنسي بيوتاً كثيرة في المدينة وسوقين تجاريين ووصل عدد الضحايا إلى 350 شخصاً، ما دفع “القاوقجي” للخروج من المدينة متجهاً إلى البادية حيث واصل نشاطه المناهض للاحتلال متنقلاً بين البادية و”غوطة دمشق” و”جبال القلمون” بالتعاون مع قادة الثورة الآخرين حتى العام 1927 حين تم إنهاء التحركات المسلحة المناهضة للفرنسيين في “سوريا” بالقوة ونفي زعماء الثورة السورية بما فيهم “القاوقجي”.
لاحقاً تنقّل “القاوقجي” بين “السعودية” و”مصر” و “الأردن” و”العراق” ولم يعد إلى “سوريا” حتى جلاء الفرنسيين عن “سوريا” عام 1947 حيث ترأس “جيش الإنقاذ العربي” للقتال في “فلسطين”.
يذكر أن اسم “القاوقجي” الذي ينحدر من “طرابلس” اللبنانية لا يزال حاضراً كواحدٍ من قادة الثورة السورية الكبرى لا سيما في مدينة “حماة”.
اقرأ أيضاً:أحرق بيته لأجل الثورة و مات مفلساً!