فوزا هلال خرجت من تجربة علاج سرطان برواية

فوزا هلال الخمسينية التي تغلبت على السرطان وأدارت ظهرها للأجوبة التقليدية
سناك سوري – رهان حبيب
تحدت “فوزا هلال” 59 عاماً، مرض السرطان الذي جعلها تخسر جزءاً من جسدها، وتغلبت عليه بالنهاية، حتى أنها تمكنت من إصدار روايتها الخاصة بعنوان “رقصة وردة حرب مع السرطان” وثقت من خلالها معاناتها معه.
تقول “هلال” في حديثها مع سناك سوري: «في العام 2017 أصبت بالمرض الذي اكتشتفته أثناء الحمام حيث تلمست كتلة صلبة في الثدي الأيمن وعندما ذهبت للطبيب كانت نتيجة الكشف عليها صادمة بالنسبة لي، لتبدأ بعدها رحلة علاجي التي استمرت عاماً كاملاً وتطلبت مني الكثير من المراجعات للأطباء، والتصوير الشعاعي وانتهت باستئصال الثدي الأيمن والعلاج الكيماوي»، مؤكدة أنها كانت دائماً أقوى من كل الآثار التي أظهرها العلاج الكيماوي والألم الذي كانت تعانيه.
اقرأ أيضاً: إعلامية سورية تتحدى مرض السرطان

عائلة “هلال” كانت دوماً إلى جانبها وخاصة زوجها الكاتب “حسين ورور” الذي نصحها بالاستمرار في القراءة وتصفح الكتب، تضيف: «عندما أخذت أتصفح الكتب معه عادت لروحي تلك الطفلة التي غادرت مقاعد الدراسة، وعلمت كم فاتني من متعة وجمال لكن المتعة عادت بعد أن تعبت يدي لفترة ومنعت من إجهادها بالحياكة والتطريز المهنة التي كنت أواظب عليها قبل إصابتي بالمرض، لأجد الكتاب ونيساً للقلب وفرصة مناسبة لإشغال الوقت ونسيان الأوجاع التي يعلمها الجميع، وأخذت أخط خواطر جعلتني أبتعد عن المرض الذي نال مني، لمرض أكبر طال حياتنا وهو الحرب وما حملته لنا من وجع طال أمده».
السيدة التي كتبت خواطرها بين جرعة وأخرى وبحالات ألم بعد الأدوية التي احتاجتها نتيجة العلاج الكيماوي وآثاره القاسية، جمعت خواطرها وشذبتها بنصيحة زوجها الذي وجدها جديرة بالنشر لتكتب رواية “رقصة وردة حرب مع السرطان” صدرت عن دار “هدوء”.
تضيف: «دائما للمريض سؤال لماذا أصبت ولماذا أنا وكيف سأواجه وما نهاية هذا المرض وطبعاً هناك أجوبة تقليدية تنتشر اجتماعياً لكنني رفضتها بالمطلق واستدركت لأجد ما يشد عزيمتي، وأخوض التجربة مع زوجي بثقة كاملة بالشفاء وشعور طيب رغم الألم، أني اكتشفت المرض باكراً ونلت علاجي المطلوب رغم ظروف الحرب وصعوباتها وأن لدي ما يكفي من عزيمة لأصل إلى الشفاء الذي تحقق بحمد الله».
رواية “فوزا هلال” التي تعافت بشكل كامل كانت ثمرة كتابتاها أثناء المرض وضمنتها معاناة النساء بين حرب الحياة، وحروب جعلت الزوج مهاجراً أو ميتاً والأولاد في رحيل دائم تتحمل نتائجه النساء بمرض أو دون مرض، لكنها كما أخبرتنا فإن ما كانت تعانيه لم يأخذها إلى زاوية سوداء بل على العكس وجدت في تشخيص المعاناة خطوات زرعت التفاؤل في قلبها لتظهر روايتها مع اكتمال شفائها من مرض خطير.
اقرأ أيضاً: نورا.. المرأة التي قهرت سرطان الثدي