أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

فتيات يروين قصصهن بالتسويق الالكتروني.. دخل إضافي يستلزم الصبر

لماذا تطلب المسوقات وضع نقطة عوضاً عن الإفصاح مباشرة عن السعر؟

تحول التسويق الالكتروني إلى مصدر رزق ثابت بالنسبة لـ”مرح”36  عاماً من ريف “حماة”، بعد دخولها هذا المجال منذ قرابة 8 أعوام. وتحقيق اسم خاص لها بمجال بيع الأدوات المستعملة عن طريق الانترنت.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

وتحدثت “مرح” التي فضلت عدم ذكر اسمها الكامل لسناك سوري حول تلك التجربة، التي بدأتها مصادفة من خلال إحدى كروبات الفيسبوك. المخصصة لنشر إعلانات بيع ألبسة مستعملة.

«بدأت بشكل بسيط من خلال بيع ملابس لبعض المحيط، وتطورت القصة إلى أن وصلت لبيع الشقق السكنية والأدوات المنزلية». بدأت “مرح” حديثها وأضافت أنه تحول لمشروع عمل إضافة إلى وظيفتها الثابتة.

ونوهت أن هذا العمل أصبح رائجاً بين العديد من السيدات اللواتي لا يملكن القدرة على الخروج والعمل. سواء لوضع صحي أو اجتماعي أو التزامهن بمنازلهن.

أصبح الترويج الالكتروني رائجاً بين العديد من السيدات، اللواتي لا يملكن القدرة على الخروج والعمل، سواء لوضع صحي أو اجتماعي أو التزامهن بمنازلهن.

مرح 36 عاماً .. مسوقة الكترونية

وذكرت “مرح” بعضاً من العقبات التي اعترضت طريقها في بداية الأمر، والتي تجلّت بالتعليقات السلبية من قبل البعض. مثل «شو الله جابرك عنفخ القلب وأنت موظفة، ماني مستعدة ضيع وقت بهيك شي».

إلا أنها تابعت عملها كونها ترى نفسها بوابة أمام بعض الناس العاجزين عن شراء القطع الجديدة من الأسواق نتيجة الارتفاع الكبير بالأسعار.

طرق إثبات المصداقية

ولكسب المصداقية تعتمد “مرح” على وضع صورة حقيقية واسمها الكامل عبر حسابها المخصص لبيع الأدوات المستعملة. وذلك لبثّ الطمأنينة عند المشتري، إضافة لبعض المعلومات المتعلقة بمكان سكنها وعملها.

أما بالنسبة للزبون فإن طريقة كلامه باتت الحكم بالنسبة لها لمعرفة نيته الصادقة بالشراء أم أنه عبارة عن استفسار ليس أكثر. وأوضحت أنها لا تولي الاسم المستعار الكثير من الجدية حرصاً على الوقت أو التعرض لأي مضايقات.

وحول آلية تحديد أسعار القطع ونسبتها الخاصة من عملية البيع، طرحت “مرح” مثالاً عندما يرغب أحدهم ببيع البراد عن طريقها. فإن الخطوة الأولى تكون بالذهاب إلى محل مخصص ببيعهم، ومعرفة سعره، ومن ثم تقييم حالة الموجود عنده حسب المواصفات والمدة الذي تم استعماله بها، ويتم تحديد السعر الأخير بين الطرفين قبل عرضه للبيع. «والقصة هون بتصير عند المسوق وذكاءه بإقناع الزبون يشتري»، حسب ما قالت “مرح”.

 

وحول النسبة التي تتقاضها، أكدت أن عالم التسويق الالكتروني بات قريب لأرض الواقع. ويتم اعتماد نسب مشابهة لتلك المستخدمة حسب العرف التجاري وتبلغ بين 20 إلى 25 % من ثمن القطعة المباعة.

على المسوق التحلي باللطافة والصبر

تتعرض “مرح” كحال العاملين في هذا المجال لكثير من الأسئلة والاستفسارات، لا سيما أن الاتفاق المبدئي يكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ونوهت إلى ضرورة تحلي المسوقين باللطافة والصبر، وامتلاك القدرة على التعاطي مع الناس بشكل كبير.

فنظراً للنماذج العديدة التي تصادفها، فهو من الأعمال التي تحتاج امتلاك الخبرة بطرق التواصل الفعال، ويحتاج الكثير من الوقت.

على المسوق التحلي باللطافة والصبر، وامتلاك القدرة على التعاطي مع الناس بشكل كبير، و امتلاك الخبرة بطرق التواصل الفعال.

مرح 36 عاماً_ مسوقة الكترونية

بدورها تتفق “هنادي عيسى”25 عاماً مع تلك النقطة، وهي شابة من مدينة “مصياف” طالبة في كلية العلوم جامعة دمشق. وتعمل بمجال التسويق الالكتروني منذ 3 أعوام، إلا أنها تتعامل مع محلات مكياج وألبسة جديدة، ومهمتها البيع عن طريق تطبيقات التواصل كالفيس والانستغرام.

وأخبرت “هنادي” سناك سوري، أن هذا العمل غطى جزءاً كبيراً من مصروفها الشخصي كطالبة جامعية تحتاج مصاريف مختلفة. وبالنسبة لطريقة عرض البضاعة أكدت أنها تلجأ لاستخدام المفردات الرنانة والتي تجذب المهتم والباحث حول نوعية البضاعة التي تقدمها.

وبالنسبة لها فإن مهمتها الأولى قبل أن تبيع القطعة، أن تقوم بالتأكد من جودتها بنفسها، للابتعاد عن شبح الغش أو فقدان ثقة الزبون. حفاظاً على الثقة المتبادلة بين الطرفين. ما يكسبها القوة عند إخبار الزبون بإمكانية رؤية البضاعة على أرض الواقع في حال رغبته.

الهدف من “النقطة”

تعتمد “هنادي” عند الترويج لمنتجاتها طلب وضع نقطة ليصل السعر إلى المتابع عبر رسالة خاصة، وكشفت أن السبب بذلك الطلب، يعود رغبةً منهم بأن يتم إيصال المنشور لأكبر عدد من المستهدفين، فلو تم وضع السعر مباشرةً فإن الكثير سيمتنعون عن التفاعل مع المنشور، وربما غض البصر مباشرةً.

نطلب وضع نقطة بمنشور التسويق لأحد البضائع، لكي يصل إلى أكبر شريحة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المستهدفين.

هنادي عيسى .. مسوقة الكترونية

بدورها لا تتقاضى “هنادي” نسبة معينة لأرباحها، والأمر يعود لثمن القطعة والمبلغ الذي تمكنت من بيعها فيه. فأحياناً يصل ربحها بالقطعة الواحدة إلى 7 آلاف، وأحياناً يقوم البائع بتحديد ثمن محدد، وكل ما تجنيه فوقه يكون لها إضافة للنسبة المتفق عليها بينهما.

ولم يصدف أن تعرضت “هنادي” لأي عملية نصب من قبل أي جهة، فهي كما ذكرت سابقاً تعتمد على جهات موثوقة للترويج لها. وبالنسبة للزبون فإن كان في محافظة أخرى يتم إرسال البضائع  بشركات النقل، بطريقة ضد الدفع أي لا يتم تسليمه قبل دفع ثمنها.

يذكر أن التسويق الالكتروني بات رائجاً في السنوات الفائتة، وتعتمده العديد من الجهات التجارية والصناعية لترويج منتجاتهم. باعتبار أن الناس أصبحوا أكثر اعتماداً على السوشال ميديا، توفيراً لعملية البحث بالأسواق وصعوبة التنقل أحياناً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى