فتح النار على الدريكيش يعيد الساحل السوري إلى 7 آذار
الدريكيش تعيش ليلة رصاص وتكبيرات ومجلس المدينة يغلق التعليقات

عاش أهالي مدينة الدريكيش بريف طرطوس، ليلة ذعر أثارت لديهم مخاوف من تكرار مجازر 7 آذار، التي أودت بحياة مئات المدنيين في جبلة وبانياس واللاذقية.
سناك سوري-خاص
تقول واحدة من أهالي المدينة لـ”سناك سوري”، إنهم بدأوا بسماع أصوات الرصاص بكثافة ما بين الساعة 11 و12 ليلاً، سرعان ما بدأ الصوت بالاشتداد مع سماع أصوات انفجارات أخرى لأسلحة متوسطة استمرت حتى الساعة الـ3 فجراً، ليعود الهدوء الحذر، تضيف: «كانت الساعات مابعد الهدوء أكثر قسوة من ساعات الرصاص، كنا خائفين من اقتحام منازلنا، احتضنت أطفالي وزوجي راقب الشارع بحذر رغم أنه لا يوجد مكان نهرب إليه».
إضافة إلى أصوات الرصاص والأسلحة، سمعت أصوات سيارات الإسعاف، كما تقول المواطنة، مشيرة أنه لا معلومات لديها عن وقوع ضحايا أو مصابين حتى ساعة حديثها عند الـ11 من صباح اليوم الإثنين، مشيرة أن الحركة شبه متوقفة في المدينة ولم يرسل أحد من معارفها أطفالهم للمدارس اليوم.
شاهد آخر من المدينة قال لـ”سناك سوري”، إن أصوات الرصاص ترافقت مع أصوات التكبيرات والهتافات الدينية، لافتاً أن التصعيد جاء بعد ساعات قليلة من نشر بيان لقبيلة “قيس عيلان” تطالب فيه بأحد قيادات الأمن العام من أبناء العشيرة الذي فقد في المنطقة، وحذر البيان من عواقب شديدة بحال لم يظهر ابنهم.
ماذا قال مجلس مدينة الدريكيش؟
في غضون ذلك نشرت صفحة مجلس مدينة الدريكيش بالفيسبوك، بياناً قالت فيه إن «بعض المخربين استهدفوا أحد حواجز الامن العام في الدريكيش وتقوم القوات بتمشيط بعض الاماكن وملاحقتهم لاداعي للقلق»، داعية الجميع للبقاء في منازلهم، وأقفلت التعليقات على المنشور.
إقفال التعليقات على المنشور فتح باب التأويل والأسئلة لماذا مُنع المواطنون من التعليق على المنشور والمشاركة في تقديم روايتهم لما يحدث.
في حين نشر بعض الناشطين في قنوات مغلقة على تيليجرام أنه لم يحدث أي اشتباك في الدريكيش وإنما إطلاق نار من طرف واحد. إلا أننا لم نتمكن من التحقق من أي رواية من مصدر محايد.
من جانبهم تداول ناشطون عبر الفيسبوك، فيديو يظهر مجموعة من العناصر يطلقون هتافات دينية، وقال الشخص فيه إنه يظهر تمشيط مدينة الدريكيش من فلول النظام. وتضمن الفيديو فقط جنوداً يسيرون في الشارع بشكل مكشوف لا يوحي بوجود أي تهديد لهم وإنما يبدو مثل استعراض عسكري.
فلتان أمني
ويشهد الساحل السوري عموماً استمرار الانتهاكات التي تلَت مجازر 7 آذار، وفي طرطوس تم الإعلان مؤخراً عن فقدان التواصل مع شابتين، واحدة بينهما تمكن سناك سوري من التحقق من صحة المعلومة، وهي الطالبة “دلع” التي كانت على مفرق قرية “القمصية” بالشيخ بدر عند الساعة الواحدة ظهراً يوم الأحد ومن وقتها فقد التواصل معها وفق ما ذكر أحد المقربين من عائلتها لـ”سناك سوري”.
كما يتعرض الشبان للاعتقال التعسفي على الحواجز على أسس تمييزية بناءً على انتمائهم الطائفي، خصوصاً الشباب الذين أبرموا تسويات. وقد رصدنا تكرار الاعتقالات التعسفية على حاجز الشيخ سعد في طرطوس والذي أشار مصدر في المدينة لـ سناك سوري أن السلطات غيرت عناصره لوقف الانتهاكات.
إطلاق النار في الدريكيش بهذا الشكل والعبارات الدينية المرافقة لهم أعاد فتح جراح لم تلتئم بعد، وطرحت من جديد تساؤلات حول متى سيتم وقف هذا الترهيب والعنف المنفلت في الساحل السوري؟.
وبين قلّة التصريحات الرسمية وواقع الشارع، يبقى الأهالي في حالة ترقب وخوف، آملين ألا يتحول قلقهم إلى كارثة أخرى، وأن تُعاد للدريكيش طمأنينتها التي طالما عُرفت بها.