فاتح جاموس يتحدث عن دور حاسم للمعارضة الداخلية في إنهاء الأزمة السورية
جاموس: السلطة حذرة من أي تغييرات وتخيف الناس عبر تضخيم المشاهد الأمنية
قال المعارض السوري “فاتح جاموس” أن قوانين الأزمات المشابهة للأزمة السورية تنتهي بدور حاسم للمعارضة الداخلية التي تعبّر عن الغالبية الاجتماعية التي لم تتورّط في الصراع.
سناك سوري _ خاص
وأضاف “جاموس” في حديثه لـ سناك سوري أن كتلة الغالبية الاجتماعية تغلي الآن أمام التحديات القديمة والجديدة في الأزمة. ما يعني أن على النخب الشجاعة والعقلانية حالياً أن تأخذ دورها.
وجّدد القيادي في تيار طريق التغيير السلمي موقفه من أن الصراع السوري لم يكن ثورياً. بل كان بين ديكتاتورية وفاشية. مرجعاً سبب عدم تحوّل المعارضة الوطنية الداخلية لقوة على الأرض إلى بُنية وطبيعة السلطة وعدم جدّيتها بالحوار. وممارستها القمع الدائم على مجموعات وفعاليات المعارضة.
قرارات وإجراءات السلطة، الاقتصادية والمالية والمعيشية. جاءت على حساب كتلة الغالبية الشعبية التي وصلت لدرجة عالية من الاحتقان وغياب الشعور بالأمان فاتح جاموس
وعن منع اللقاء الحواري في منزله الجمعة الماضي قال “جاموس”. أن بُنية السلطة ونهجها هما أساس ممارساتها. فالسلطة الآن حذرة جداً من أيّة تعبيرات عفوية أو فوضوية. وتُخيف الناس من هذه الاحتمالات عبر تضخيم المشاهد الأمنية. مُبيّناً أنّ السلطة تدرك أنّ مثل هذه الديناميكية ستفرض عليها المشاركة. وبالتالي التعاطي مع تحديات وطنية حاضرة. الأمر الذي لا ينسجم مع طبيعتها وتاريخ ممارساتها.
قرارات السلطة جاءت على حساب الغالبية الشعبية
وأوضحَ القيادي في تيار طريق التغيير السلمي أن قرارات وإجراءات السلطة، الاقتصادية والمالية والمعيشية. جاءت على حساب كتلة الغالبية الشعبية التي وصلت لدرجة عالية من الاحتقان وغياب الشعور بالأمان. معتبراً أنه ليسَ من المستغرب على الإطلاق أن تشهد البلاد اندفاعات وتعبيرات احتجاجية ذات طابع فوضوي. ستستفيد منها كل أشكال المافيات خاصة المُتسلّطة منها وفق حديثه.
السلطة لا تعمل بأي صورة جدّية بالتشارك مع فعاليات معارضة الداخل لخلق نموذج سوري تكيفي وتشغيل طاقات إنتاجيّة تسمح على الأقل بالاكتفاء الذاتي. وتطوير حلول سياسية داخلية فاتح جاموس
كما حذّر “جاموس” من أنّ إصرار السلطات على احتكار إدارة الأزمة. والامتناع عن الحوار الداخلي وطرح صيغ التشارك، وتحفيز طاقة ونموذج سوري قادر على تجاوز الأزمة. سيجلب الفوضى والقمع وسيُشكّل حالة ضعف وطني تُسهّل منطق التنازلات السياسية.
ما الذي يُعرقل الحل السياسي في سوريا؟
عاملان اثنان يعرقلان الحل السياسي في سوريا حسب “جاموس”. الأول خارجي يتمثّل في استمرار الخلافات والتناقضات والاستقطاب على المستوى الأممي. نظراً لأن الصف الأمريكي مُصرّ على أهدافه الأساسية، ولديه القدرة على منع أي حل لا يرضى عنه. مع رفض السلطة وحلفائها الدوليين لهذه الأهداف. ما يعني استمرار العنف وتشجيع صيغة تقسيم الأمر الواقع. وذلك سيكون تدميراً شاملاً لعودة وضع جيوسياسي سوري فاعل وفق حديثه.
المخرج من منظور وطني يقوم على تطوير عمل المعارضة الداخلية “غير الأمريكية” وإدراك السلطة أنّها عاجزة تماماً عن إدارة الأزمة وتحفيز وإطلاق طاقة اجتماعية دون مشاركة المعارضة. فاتح جاموس
أما العرقلة الداخلية وفقاً لـ”جاموس” فتقع على عاتق السلطة. لأنها لا تعمل بأي صورة جدّية بالتشارك مع فعاليات معارضة الداخل لخلق نموذج سوري تكيفي وتشغيل طاقات إنتاجيّة تسمح على الأقل بالاكتفاء الذاتي. وتطوير حلول سياسية داخلية لها القدرة على فرض حلول تعايشية للأزمة. ما يعني استمراراً لسياسات كسر العظم في الحالة السورية.
فاتح جاموس: المخرج تطوير عمل المعارضة الداخلية
وبناءً عليه. فإن التعنّت الخارجي يعني استمرار الحصار والعقوبات. والمخرج من منظور وطني بحسب “جاموس”. يقوم على تطوير عمل المعارضة الداخلية “غير الأمريكية” كما وصفها. وإدراك السلطة أنّها عاجزة تماماً عن إدارة الأزمة وتحفيز وإطلاق طاقة اجتماعية دون مشاركة المعارضة.
ويضاف إلى ذلك. جعل حالة الحوار جدّية، بالتزامن مع المحاربة الجادّة لأمراء الحرب ومافيات المستوردين ولاعبي العملة. والتركيز على إبداع نموذج سوري ضد الحصار. مُشدداً على أنّ هذا كلّه لن يحصل دون علاقة دعم جادة وبروحيّة جديدة من قبل حلفاء الدولة السورية. يتمثّل بدعم معيشي إنقاذي، ودعم الانطلاق بعملية اكتفاء ذاتي في الأساسيات تسمح بالتطور وتحسين المعيشة.
يذكر أن “جاموس” الذي له باع طويل في المعارضة منذ عقود ولم يغادر البلاد خلال الأزمة رغم ما تعرّض له من ضغوط. لم تلقَ دعواته لحوار داخلي أي استجابة لا سيما في الفترة الأخيرة التي شكّل فيها التدهور المعيشي والاقتصادي عوامل ضغط جديدة على الشارع السوري الذي يبحث عن حل ينهي معاناته المستمرة منذ 12 عاماً.