“عيد الغطاس”.. الأهالي يغطسون في المياه الباردة ويتركون منازلهم مفتوحة
طقوس عيد الغطاس في وسط سوريا

اعتاد العديد من السوريين أن يحيوا طقوس عيد الغطاس في سوريا. من خلال الغطس في المياه الباردة بيوم العيد الذي يصادف اليوم 6 كانون الأول. والذي يعرف في الكنيسة باسم “عيد الظهور الإلهي”.
سناك سوري – حسان ابراهيم
كانت طقوس عيد الغطاس تتضمن “الجميرة” و”برمون الغطاس” في القرن الماضي. حيث كان الأهالي المحتفلون في العيد يقصدون في هذا اليوم الشتوي البارد الأنهار أو أماكن تجمع المياه والينابيع ومجاريها. التي كانت تسمى “الغبيط” أو “الزليبية” من أجل إحياء طقس “برمون الغطاس” الذي مازال حاضراً في ذاكرة المدرس “فيليب بشور” ابن قرية “كفررام” في ريف حمص.

ويقول في حديثه لـ سناك سوري أن الأهالي كانوا يغطسون في المياه الباردة ويستحمون. هذه الطقوس لم تكن تنتهي حتى طلوع الفجر، ويتبادل الأهالي خلالها المعايدات بعبارة «دايم دايم». ويرددون عبارة «اللي ما عندو مولود بيوم الغطاس يعمِّد عود».
عبارة “دايم دايم” كانت تردد أيضاً خلال قيام النساء في ريف حمص بفتح “توابيت الحنطة” (أماكن تخزينها) وتنك الزيت وتحريكها في منتصف الليل. وهو طقس عاصرته السيدة السبعينية “وطفة” التي تبين أن الأهالي كانوا يتركون الأبواب مفتوحة مع إشعار شمعة أو فانوس الكاز طوال الليل. إيماناً منهم بأن السيد المسيح يطوف على المنازل لمباركتها في هذا اليوم، وهو طقس مازال كثيرون يواظبون عليه حتى يومنها هذا.
كانت الألفة والمحبة عنواناً للمجتمع القروي عموماً وكانت العائلات تجتمع بكبارها وصغارها في غرفة المعيشة الوحيدة أصلاً ويبدأون بالتحضير للعبة “الجمّيرة”. وفق العم “بشور” حيث يربطون حبلاً متيناً في السقف وفي طرفه الآخر تربط إبرة وتثبت فيها قطعة من الجمر. وينقسم الحضور إلى فريقين وكلُّ منهما ينفخ الجمرة باتجاه الطرف الثاني والأيادي خلف الظهور ومن يخطئ التقدير ومع التعب وانقطاع النفس تلطشه الجمرة على وجهه. والجميع يضحك من قلبه وبسعادة عارمة.
طقوس عيد الغطاس في سوريا

في يوم العيد كان الأطفال ينادون كبار السن بشكل مفاجئ في الطريق أو من نوافذ منازلهم بأسمائهم والشخص الذي يجاوبهم يقع في الفخ وعليه أن يدفع العيدية للمنادي. بعد أن يقول له «دايم دايم .. خدت شطارتك»، هذا مايرويه العم “فياض ندرة” من ريف حمص الغربي في حديثه مع سناك سوري عن عيد الغطاس. ويضيف أن هذا الأسلوب للأطفال كان يستخدم في عيد الميلاد أيضاً. وكانت العيدية رغم بساطتها في تلك الأيام بيضة أو حبة بطاطا أو قرص مدَّهن أو مبسبس أو كأس دبس عنب وغيرها من الموجود في مؤونة البيت.
‘‘قراص الغطاس’’ كانت تصنع في معظم البيوت وبنوعين حيث تعجن النسوة الطحين عند حلول فجر يوم العيد مع الزبدة والسكر وقليل من اللبن والخميرة. ويترك حتى يختمر ثم يصنع على شكل أقراص دائرية وتزين بمنقش خاص عليه علامة دينية خاصة بالعيد ويشوى في الفرن وهذه تسمى ‘‘المبسبس’’.

أمَّا النوع الآخر فهو ‘‘المدَّهن’’ حيث تغطَّس الأقراص أو تدهن بالسمن العربي بعد شوائها لتقدَّم في يوم العيد. وهو طقس مايزال مستمرا حتى اليوم حسب العم “فياض”. إضافةً لزيارة الكاهن للبيوت في القرى والمدن أيضاً للتكريس وإعطاء البركة لها برش الماء المصلى عليه سابقاً في الكنيسة.
طقوس عيد الغطاس في ريف حمص تغيرت كثيراً ولم يبقَ منها إلا أقراص العيد وزيارات الكاهن للمنازل. بينما مازال قلة من الأشخاص يحيون طقس الاستحمام في المياه والغطس.
ماذا عنكم هل شهدتهم طقوس “عيد الغطاس” في مناطقكم هل تشبه هذه الطقوس، هل مازلتم تحيونها، شاركونا تفاصيلها عندكم.