عيد السوريين… عفو على طريق المصالحة وغلاء ينغص المعيشة

يأتي العيد على السوريين هذا العام في سياق إيجابي نوعاً ما، خصوصاً بعد تبين خيوط مسار تصالحي في البلاد من خلال عفو عن المتهمين بجرائم الارهاب والذي أسفر عن إلغاء العقوبة عن عشرات الآلاف ممن خرجوا لقضاء العيد مع ذويهم، وعلى الضفة الأخرى كانت مخاطر فيروس كورونا تتلاشى بعد عامين من الخطر وانتقل السوريون من التباعد الاجتماعي إلى التقارب الجسدي، لكن الغلاء في الأسعار بقي المنغص الأكبر لمعيشة السوريين.

سناك سوري – خاص

تمكنت آلاف العائلات السورية من قضاء صباح العيد مع أبنائها الذين شملهم العفو التصالحي الذي صدر قبل يومين وكان الأشمل من نوعه لناحية ارتباطه بالجرائم المرتكبة خلال الحرب التي اندلعت عام 2011، وبحسب مصادر سناك سوري فإن أعمال إطلاق السراح من سجون وزارة الداخلية ومعتقلات الأجهزة الأمنية استمرت حتى صباح اليوم.

من جانب آخر وفي صباح العيد بعد خروج المصلين من صلاتهم، بدأوا يتبادلون المعايدات، الأقارب يزورون بعضهم وذلك بعد غياب سنتين تقريباً عن التقارب الاجتماعي بسبب كورونا، فقد افتقدت الناس أجواء العيد لعامين بسبب التباعد الاجتماعي، وواحد من الأعياد قضوه كل عائلة منفردة في منزلها، كما أنه من لديه مسافر يعايده عبر الهاتف، حيث أن أغلب العائلات التي فيها مسافرين بكثرة اجتمعت عبر شاشات الموبايل لتحاول خلق طقوس الأعياد التي تعودوا عليها.

اقرأ أيضاً: الألعاب النارية في العيد… عندما كان الفتيش البدائي لعبة الأطفال 

إلا أن طاولة الضيافة ستكون مقتصرة على القليل من الحلويات يتقاسمها أصحاب المنزل مع ضيوفهم المحببين لهم، بالإضافة إلى أن الطقس الدافئ والجميل قد يساعد لتتنزه العائلات مع بعضها وتخرج بمشاوير جميلة.

إلى ذلك، لا بد من تواجد الأطفال مع بعضهم في الشوارع والحدائق وأماكن اللعب ومدن الملاهي مبتهجين بقدوم العيد، ويلعبون بالألعاب التقليدية كـ “المرجوحة” بمختلف أسمائها، وغيرهم يلعبون بالكرة، ولكن اللافت كان غياب المفرقعات النارية المعروفة باسم “الفتيش”.

سياق العيد والفرح المحدود لم يمنع السوريين من الوفاء لضحاياهم وأمواتهم حيث زار الآلاف المقابر ووضعوا الآس على أضرحتهم وصلوا من أجلهم كلٌ حسب إيمانه.

اقرأ أيضاً: كيف أمضى السوريون يومهم الأول في العيد؟